الزراعة واحدة من أهم وأشهر مهن الكتاب المقدس. وهي أول مهنة كُلِّف بها الإنسان منذ كان في الجنة وبعد أن طُرد منها (تكوين2: 15؛ 3: 23). بل أن الله شرّفها بأن كان أول من قيل عنه أنه غرس، وما أروع ما غرس «وَغَرَسَ الرَّب الإلَهُ جَنَةً فِي عَدْنٍ» (تكوين2: 8).
ونظرًا لأهمية الزراعة في زمن كتابة الكتاب المقدس، وكذلك لاتساع مجالاتها نجد مسميات عديدة يتسمى بها العاملون بالزراعة (في مراحلها المختلفة) من ضمنها: الزارع (متى13: 3)، الفلاح (1أخبار26: 10؛ يعقوب5: 7)، عامل الأرض (تكوين4: 2)؛ الفاعل وجمعها فعلة (متى9: 37)، الحارث أو الحرَّاث (عاموس9: 13، 2تيموثاوس2: 6)، الكرّام (متى21: 33)، الحاصد وجمعها الحصّادين (يوحنا4: 36؛ راعوث2: 6)، البستاني (يوحنا20: 15)، الغارس والساقي (1كورنثوس3: 4). وسنتكلم عن بعضها في مرات متتالية إن أذن الرب.
ولنبدأ بأكثر هذه المسميّات شهرة وهو مُسمّى شرّفه الرب بأن نسبه لنفسه إذ قال: «اَلزارعُ الزرْعَ الجَيدَ هُوَ ابْنُ الإنْسَانِ» (متى13: 37).
ولعل أول ما يجب أن نذكره هنا هو المثل الذي بدأه الرب يسوع بالقول «هُوَذا الزارعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ» (اقرأ المثل في متى 13: 3-9؛ وتفسيره في 18-23).
في هذا المثل نرى الزارع خارجًا يحمل بيده مبذر الزرع، (مزمور126: 6)، وباختصار تقابل مع 4 نوعيات من التربة تتكلم عن طرق استقبال القلب لكلمة الله:
1- الطريق: وهي ممرات وسط الحقل تصلّبت من جرّاء دوسها بالأقدام فما عادت تستقبل البذار أصلاً. وعن هذا يقول المسيح «يَسْمَعُ... وَلاَ يَفْهَمُ، فيَأتِي الشريرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ».
احذر حين تسمع أو تقرأ كلمة الله لئلا يخطف الشرير الكلمة منك فلا تفهم رسالة الله لك.
2- الأرض المحجرة: «يَسْمَعُ الْكَلِمَة وَحَالاً يَقبَلُهَا بفَرَحٍ وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أصْلٌ فِي ذاتِهِ بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فإذا حَدَثَ ضِيقٌ أو اضْطِهَادٌ مِنْ أجلِ الْكَلِمَة فحَالاً يَعْثرُ».
هل تتفاعل سريعًا مع كلمة الله (في اجتماع أو مؤتمر) ويزول التأثير سريعً. تذكر أن عمل الله الحقيقي يبقى في القلب.
3- وسط الشوك: «يَسْمَعُ الْكَلِمَة، وَهَمُّ هَذا الْعَالَم وَغُرُورُ الْغِنَى يَخنُقانِ الْكَلِمَة فَيَصِيرُ بلاَ ثمَرٍ».
ما الذي يخنق تأثير كلمة الله في حياتك: خطية محبَّبة.. صديق أو أصدقاء..
4- الأرض الجيدة: «َهُوَ الذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَة وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الذِي يَأتِي بِثَمَرٍ فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ».
أصلي أن تكون من هذا النوع الرائع، وأن يكون ثمرك كثيرًا لمجد الله.