القتلى.. عشرات الآلاف من المفقودين.. ملايين المشرََّدين.. 11 دولة تضررت في أسيا وأفريقي.. مدن بأكملها دُمرت.. رقع زراعية هائلة خربت، ثروة سمكية ضخمة ضاعت... هذا هو حصاد كارثة تسونامي 26 ديسمبر2004!!
تسونامي، كلمة يابانية تعني "موجة الميناء"، وهو يصف ظاهرة طبيعية تُعرف أيضًا بموجات المد، وهي عبارة عن سلسلة من أمواج البحر السريعة والقوية التي تنتج عن الزلازل (كان زلزال هذه المرة 9ريختر هو الخامس في القوة منذ 1900 والأكثر دمارًا بينها) أو ثورات البراكين، في البحار والمحيطات (وتكثر بصفة خاصة في المحيط الهندي). وتتكوَّن موجات التسونامي بسبب دفع الطاقة الزلزالية لقاع البحر صعودًا وهبوطًا مما يؤدى إلى إزاحة مئات الكيلومترات المكعبة والتي تتحرك بسرعة قد تصل إلى 800كم/س محملة بقوة عاتية. ذكّرني صديق، عندما سمعنا النبأ، بقول الكتاب «البحر والأمواج تَضِج» (لوقا21: 25)، وأي ضجيج كان في مثل هذا اليوم.
ومع اقتراب موجات التسونامي من الشاطئ تقل سرعتها (وصلت إلى50كم/س) ويزداد ارتفاعها (تصل إلى 30م). وترتطم بالشاطئ بقوة قادرة على جرف ما تقابله. لقد اختفت جزر وأخرى تزحزحت من مكانها عشرات الكيلومترات بسبب هذ. نعم، لقد تغيّرت الجغرافيا، وتبدّلت الثوابت. فهل يضع المرء قلبه على مثل هذا العالم المتزعزع؟!
ومع آلاف الضحايا من البشر، فقد قال مسؤولون في أوساط الحياة البرية في سيريلانكا انه لم تلاحَظ خسائر في أوساط الحيوانات البرية!! (وصلت أمواج تسونامي العملاقة الى عمق 3.5 كلم الى أكبر محمية طبيعية في سيريلانكا). لقد نجت الحيوانات في حين هلك البشر! لقد حدث ذلك في زمن نوح! أما ينبغي أن يتحذر المرء ويستعد بالإيمان لأبديته؟!
بقي سؤال دار على الألسنة: لماذا هذه المنطقة وهؤلاء الناس بالذات؟ دعني أجيب بما قاله الرب يسوع المسيح يومًا حين سُئل سؤال عن كارثة ما؛ قال: « أتظنون أن هؤلاء كانوا خطاة أكثر ...؟ كلا أقول لكم. بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» (لوقا13: 2 ،3).