الرقم 4 هو أحد الأرقام المهمة في كل من الحياة الطبيعية والكتاب المقدس:
- فالأرض لها أربعة اتجاهات: الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب.
- كما أن هناك أربعة فصول في السنة: الربيع، والصيف، والخريف، والشتاء.
- والأجناس البشرية أربعة: الأصفر، والأبيض، والأحمر، والأسود.
- ولقد قسّم العلماء منذ القديم العناصر إلى أربعة: نار، وماء، وتراب، وهواء.
- وأخيرًا نقول: إن هذا الرقم هو أول الأرقام التي تقبل القسمة.
مما سبق يمكننا أن نرى في هذا الرقم صورة للأرض أو للخليقة، وأيضًا للضعف المرتبط بهم. ونحن هنا، مرة أخرى، نجد أن خالق الطبيعة هو كاتب الوحي، ولهذا جاء التطابق في المعاني هنا بصورة لافتة للنظر.
فالكتاب المقدس يؤكد على ما سبق، إذ يحدثنا عن أربعة أطراف الأرض (إشعياء 11: 12؛ رؤيا 7: 1)؛ وأربع رياح الأرض (إرميا 49: 36؛ زكريا 6: 5).
كما أن الرقم 4 مرتبط في الكتاب المقدس بتاريخ امبراطوريات العالم العظمى. ففي التمثال الذي رآه نبوخذنصر في حلمه، كانت هناك أربعة معادن مختلفة هي: الذهب، والفضة، والنحاس، والحديد. وهذا التمثال بأجزائه ومعادنه المختلفة يتحدث عن الامبراطوريات التي تعاقبت الحكم على العالم؛ بداية من الإمبراطورية البابلية، وإلى حين تأسيس المسيح لمملكته العالمية.
ومثل المعادن الأربع في التمثال، هناك أيضًا الحيوانات الأربع التي رآها دانيآل في رؤياه (دانيآل7)، وهي: الأسد، والدب، والنمر، ثم الحيوان الرابع المخالف لكل الباقين. هذه أيضًا تمثل الإمبراطوريات العالمية عينها، وهي: الإمبراطورية البابلية، ثم الفرس، ثم اليونان بدءًا من زمان الإسكندر الأكبر، وأخيرًا الإمبراطورية الرومانية.
ومن أول الكتاب المقدس نقرأ عن نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، وكان ينقسم إلى أربعة رؤوس، ويتجه إلى الأرض. إنه يحدثنا عن بركة خارجة من محضر الله متجهة إلى كل الأرض.
وفي خيمة الاجتماع التي أقامها موسى النبي بعد خروج شعب الله من أرض مصر، نجد العديد من الرباعيات: فنقرأ فيها عن مذبح النحاس في الدار الخارجية، وكان مربعًا؛ كما نقرأ عن مذبح البخور الذهبي في القدس، وكان أيضًا مربعً. وكان لكل منهما أربعة قرون في زواياه الأربع (خروج27: 1، 2؛ 30: 2؛ رؤيا9: 13).
أضف إلى ذلك أنه كانت هناك أربعة أنواع من الذبائح يقدمها الشعب إلى الله هي: المحرقة، وذبيحة السلامة، وذبيحة الخطية، وذبيحة الإثم (لاويين1- 5).
وفي كل من المذبح والذبائح نجد رمزًا إلى صليب المسيح وموته لكي يفدين. ولأن موت المسيح كان فدية لأجل الجميع لذلك كان من المناسب بروز الرقم 4 هن. لقد قال المسيح: «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا3: 16).
وعندما نصل إلى العهد الجديد نجد أنه يُفتتح بأربع بشائر (أو أناجيل) تحدّثنا عن الخبر السار المقدَّم من الله للعالم أجمع، ولكل البشر، كقول المسيح للتلاميذ: «اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها» (مرقس 16: 15).
وفي سفر الأعمال نجد الفكرة عينها في الملاءة العظيمة التي نزلت من السماء على بطرس، مربوطة بأربعة أطراف، ومدلاة على الأرض. وكان فيها أربعة أنواع من الكائنات الحية: من كل دواب الأرض، والوحوش، والزحافات، وطيور السماء (أعمال 10: 11 ،12). وهي تمثل المفديين الذين صاروا سماويين رغم أن أصلهم وضيع.
وفي سفر الرؤيا، عندما يتحدث عن المفديين من جميع البشر، يذكر أربع فئات، فيقول: «من كل قبيلة، ولسان، وشعب، وأمة» (رؤيا 5: 9؛ قارن مع رؤيا 7: 9).
عزيزي، عزيزتي: تذكر أن محبة الله هي لكل العالم، وأنت بالضرورة من ضمن هذا العالم الذي أحبه الله وجهز له الفداء في صليب المسيح. فهل تمتعت بمحبته؟ وهل لك في فدائه نصيب؟ ليتك تأخذ من رحمة الله نصيبًا لنفسك!