في العدد السابق، جرينا وكلّمنا غلامًا بلا تفكير، محذرين إياه من خطورة ذلك. وفي عددنا هذا شاب آخر نحتاج إلى نكلمه ونحذره وهو
إننا نقرأ عنه في أمثال7: 7-27؛ فنراه يجتاز الطريق باتجاه الشارع المؤدي إلى بيت امرأة زانية. والشخص الذي لا هدف له في الحياة هو واحد من الجهال عديم الفهم، تتعرض حياته الفارغة لمرار وأهوال.
تعالوا نكلمه ونقول له أيها الشاب (أو الشابة) احذر إلى أين أنت ذاهب:
- احذر فتلك التي ترتدي زي زانية هي خبيثة القلب (ع10). وهي جامحة أي لا تُحكم فلا يمكن وضع حدود لها أو ضبط رغباتها (ع11). حديثها جريء، بل وقح، ويبدو كما لو كانت تدعوك إلى وليمة وحفلة دينية (ع14 ،15). عندها ردود مقنعة لكل اعتراض (ع19 ،20).
- احذر أيها الشاب (أو الشابة) من أن تُدمر وتُهلك نفسك فيقول الحكيم: «أما الزاني بامرأة فعديم العقل، المهلك نفسه هو يفعله. ضربًا وخزيًا يجد، وعاره لا يُمحى. لأن الغيرة هي حمية الرجل فلا يُشفق في يوم الانتقام، لا ينظر إلى فدية ما ولا يرضى ولو أكثرت الرشوة» (أمثال6: 32-34). فإن كان السارق ليُشبع نفسه وهو جوعان لا يستخفون به ويرد سبعة أضعاف (أمثال7: 30 ،31)، فالسارق يمكنه إصلاح الخطأ ولو خسر كل شيء؛ أما الزاني فكيف يُصلح خطأه؟
- مصير مرعب مريع مُرّ ينتظر كل من بجهالة أخذ طريقه إلى بيتها، فبعد أن تغويه بكثرة فنونها وكلامها العذب الناعم المعسول، لا بد أن تكون النتيجة في النهاية: «طوَّحته» (ع21). آه عندما يمضي للتوِّ في إثرها، فيشبهه الكتاب بثور مسوق إلى الذبح، أو كغبي إلى قيد القصاص؛ كل هذا وهو لا يدري، إلى أن ينفذ سهم في كبده، ويكون كعصفور مندفع إلى شرك لا يدري أنه قد نُصب للقضاء عليه (ع22 ،23)!
- اعلم ماذا يصاحب هذا النوع من الخطايا، إذ يقول أيوب في سفره: «وعين الزاني تلاحظ العِشاء (حلول العتمة)؛ يقول: لا تراقبني عين، فيجعل سترًا على وجهه... في النهار يغلقون على أنفسهم، لا يعرفون النور؛ لأنه سواء عليهم الصباح وظل الموت، لأنهم يعلمون أهوال ظل الموت» (أيوب24: 15-17). لماذا يجعل سترًا على وجهه (أي يغطيه)؟ ولماذا في النهار يغلقون على أنفسهم؟ هذا ما يشعرون به من خزي وعار وتعاسة داخلية وشعور رهيب بالإثم والذنب «أ ياخذ إنسان نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟ أو يمشي إنسان على الجمر ولا تكتوي رجلاه؟» (أمثال6: 27،28).
- ماذا عن المصير النهائي؟ عندما يتجاوب الإنسان مع صوت الجهل الذي يناديه قائلاً له: «المياه المسروقة حلوة وخبز الخفية لذيذ»، وعندما يستجيب الشاب الذي بلا فهم فالنتيجة: «ولا يعلم أن الأخيلة (الموتى) هناك وأن في أعماق الهاوية ضيوفها» (اقرأ أمثال9: 13-18). فالشر يحتوي على منوِّم ومخدّر، وخطية واحدة تدفع إلى طلب المزيد، والسلوك في الخطية أكثر يبدو أكثر إثارة، وهكذا يستمر الإنسان في شره إلى أن يجد نهايته. لذا احذر فلا تنخدع، وقبل أن تستجيب لنداء الخطية انتبه إلى ما حدث لمن وقع فيها، احذر فالأبدية جبارة.
- هذا سقط فماذا جرى له؟ إنه أمنون، ابن داود، الذي ذل أخته غير الشقيقة ثامار، والتي قالت له محذِّرة: «أما أنا فأين أذهب بعاري؟ وأما أنت فتكون كواحد من السفهاء» (2صموئيل13: 13). ولا ينتهي هذا الاصحاح إلا ونجد رجال أبشالوم ينفذوا أوامره ويقتلون أمنون وينتهي الأصحاح بهذه الكلمة عنه «مات». وآه من بلعام النبي الشرير الذي علَّم بالاق ملك موآب أن يلقي معثرة أمام بني إسرائيل أن يزنوا (رؤيا2: 14)، فحمي غضب الرب وكان عدد الذين ماتوا بالوبإ 24000 (عدد25).
- لذا تعال للرب يسوع الآن بالتوبة والإيمان، حاكمًا على نفسك صارخًا من قلبك: «اللهم ارحمني أنا الخاطئ»، وليكن شعورك أنه لا يوجد خاطئ مثلك، واعلم أن: «دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية».