هو الذي يعمل في الكروم، أي حقول العنب· وأول من سُجِّل عنه أنه عمل في الكروم كان هو نوح، وبالأسف فسرعان ما نقرأ أنه «شرب من الخمر فسكر وتعرّى» (تكوين9: 20 ،21)·
والكرمة فيها حلاوة تسبِّب الفرح لله والناس (قضاة9: 13)، وفي الكتاب المقدس نراها صورة للشهادة لله على الأرض والإعلان عنه· وفي العهد القديم كانت الكرمة، أي الشهادة لله، هي شعبه الأرضي (إشعياء 5: 7؛ مزمور 80: 8 ،14)؛ لكن بكل أسف فشلوا في ذلك تمامًا حتى نسمع الرب قائلاً «ماذا يُصنع أيضًا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟ لماذا إذ انتظرت أن يصنع عنبًا، صنع عنبًا رديئًا؟!» (اقرأ إشعياء 5: 1-7؛ 24: 7)· بل ونقرأ عن ما فعله قادة هذا الشعب بابن الله في المثل الذي رواه بفمه الكريم (متى21: 33-41؛ مرقس12: 1-9؛ لوقا20: 9-16)·
لكننا نتعلم شيئًا جديدًا ورائعًا من أقوال ربنا يسوع في يوحنا 15 إذ نسمعه يقول «أنا الكرمة الحقيقية»؛ فقد صار هو الشهادة الكاملة لله·
وتأمل هذا الامتياز الرائع «وأنتم الاغصان»؛ فالمؤمنون الحقيقيون هم الذين يحملون ثمار الرب يسوع للعالم· ودعونا لا ننسى باقي ما قاله الرب «كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فيّ··· الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير· لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا»·
أما عن دور الله الآب في هذا الأمر فيقول الرب «وأبي الكرَّام» فإن «كل غصن فيَّ لا يأتي بثمر ينزعه» وينزعه هنا تعني ينزعه من الشهادة، اذكر لوط؛ هل كان يمكن أن يشهد لله؟ طبعًا لا· لكن «كل ما يأتي بثمر ينقّيه ليأتي بثمر أكثر»، فالمؤمن المثمر محل اهتمام الآب لينقيه حتى يتزايد ثمره لمجد الله (انظر الطِلبة في نشيد2: 15)· فأي نوع أنت من الأغصان يا أخي المؤمن؟ اسمع تحريض الرب لنا «بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي»·
وأخيرًا تجدر كلمة تحذير من قول الرب «إن كان أحد لا يثبت فيَّ يُطرح خارجًا كالغصن (لاحظ "ك" التشبيه) فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق»· فكم من المرائين الذين يتظاهرون بمظهر المؤمنين ويتصرفون ظاهريًا مثلهم دون تغيير حقيقي في القلب· فاحذر أن تكون من المخادعين المخدوعين فالله لا يُخدع!