كان بالأمس يطير


من سلسلة: بأقلام القراء

أيُّها النسرُ الذي
فاردًا ذاكَ الجناح
مُحلِّقًا رغمَ الظروفِ
فـلِمــا الآن أراكَ
قد تعودُّتُ أراكَ
رغم قسوةِ الرياحِ
فـلِمــا الآن أراكَ
من ظروفٍ وهمومٍ
أيها النسرُ لِما
وهـويتَ مُسـرِعًا
هل نزلتَ مُرغَمًا
أم سئمتَ الانطلاقَ
هل نظرتَ للدنايا
تبحثَ عن الفُتاتِ
فاصطدمتَ بالبلايا
والجناحُ لم يعُدْ
هل تأملتَ طيورًا
لكن في لَمحِ البصرْ
توقَّفَتْ عن الغناءِ
في القيودِ قد هَوَتْ
إلى القممِ هيا انطلِقْ
فوقَ السحاب عاليًا
نحو السماء دائمًا
في سموٍّ وارتفاع
  كان بالأمسِ يطيرْ
رغمَ ذا الريح الخطيرْ
سابحًا فوقَ الأثيرْ
عدّتَ للأرضِ كسيرْ؟
في السماءِ عاليًا
كنتَ تعلو دائمًا
متعبًا وخائرًا
بالدموعِ باكيًا؟
قد طويتَ ذا الجناحْ
تحتَ قسوةِ الرياحْ؟
بالكسورِ والجراحْ؟
والحياةَ في النجاحْ؟
فنزلتَ مِنْ عُلاكْ
بين أوحالِ الهلاكْ
والفخاخِ والشِبَاكْ
قــادرًا علـى الحــراكْ
مثلكَ كانت تطيرْ
ضمّهَا القيدُ المريرْ
توقَّفَتْ عن المسيرْ
وكان في القيدِ المصيرْ
محطِّمًا قيدَ الهلاكْ
كفاكَ إذلالاً كفاكْ
حيثُ سُكنَاكَ هُناكْ
كما تعوّدتُ أراكْ