مغامرة بائع الجرائد الصغير
"احتفظ لنفسك بنبذك، ولا تحاول أن تعطيني منها مرة أخرى؛ إني لا أحب هذه الأشياء الحمقاء". هكذا صرخ مستر هوارد في وجه چاك پرايس، الذي أجاب برقة وقد احمرّ وجهه "عذرًا سيدي، لم أُرد مضايقتك، لكني اعتقدت أن هذه النبذة قد تفيدك".
كانت الإجابة الوحيدة هي صفق الباب في وجهه.
كان چاك طالبًا في سنته الأولى الجامعية، وكان يعمل بعد مواعيد الدراسة موزِّعًا لجريدة مسائية لتدعيم مصاريفه الدراسية.
أراد چاك أن يوصِّل بشارة الإنجيل المفرحة لمستر هوارد، وهو أحد زبائنه وقد جاوز
الثمانين من عمره يعيش وحيدًا عابسًا دائمًا؛ ففكّر في أن يعطيه نبذة صغيرة مصلّيًا
أن يفتقد بها الرب نفسه.
بعد عدة أيام، أثناء ذهاب چاك إلى جامعته لاحظ أن الجريدة التي قذفها مساء الأمس في شرفة مستر هوارد، وهو المكان المعتاد لها، لاحظ أنها موجودة هناك بعد.
تعجب چاك من ذلك، وإن كان قد أرجعه لتقلب مزاج مستر هوارد.
في المساء، لدى عودته، لاحظ أن الجريدة ما زالت في مكانها رغم أن البيت مُضاء. توجس چاك وأحس أن شيئًا ما قد حدث. اقترب من باب بيت مستر هوارد، وهمّ بقرعه، ولدهشته وجده مفتوحًا؛ مما أزاد حيرته. بعد ارتباك للحظات، قرّر أن يدخل، وهو متردد لتوقعه أن يواجَه بعاصفة من الرجل الثائر دائمً. دخل چاك بهدوء فسمع صوت أنين خافت، تتبعه، فإذ به يجد مستر هوارد ساقطًا على الأرض أسفل السلم الداخلي للبيت. اقترب منه وقد استنتج أن الرجل قد سقط من على السلم ولم يستطع القيام ثانية، إذ وجد أن ساقه قد كُسرت. كان مستر هوارد نصف واعٍ لما يدور، فبالكاد سمع منه چاك همسًا يطلب فيها ماءً. أسرع چاك بالبحث عن كوب ماء، ثم أسند رأس الرجل ليسقيه. بعد أن أتم هذا، سارع إلى الهاتف ليطلب سيارة إسعاف لنقله إلى المستشفى.
ولم يتركه إلا بعد أن اطمأن على أنه قد تم اتخاذ اللازم.
بعد أيام في المستشفى، وقد استرد مستر هوارد بعض عافيته، قال لچاك، الذي جاء لزيارته ليطمئن عليه، "أرجو أن تسامحني يا بني على فظاظتي في التعامل معك يوم قدمت لي النبذة، إني مدين لك الآن بحياتي". كانت الفرصة سانحة ليعبِّر چاك للشيخ عن محبته التي دفعته لكل ما فعل، كما كانت فرصته ليوصل له رسالة غفران الله لجميع خطاياه، على أساس صليب المسيح. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى كان مستر هوارد يغمض عينيه، ويصلى بكلمات عفوية معترفًا بخطاياه طالبًا غفران الله.
تعافى بعد ذلك، وقضى عدة سنوات، هي باقي حياته، يخدم الرب باحثًا عن النفوس
المحتاجة للخلاص.
ألا ترى معي أن في هذه القصة الكثير من الدروس العملية لكل منا؛ فهلا تأملت يا صديقي طالبًا أن يشجِّعك الرب ببعضها؟