أمنيات الأحفاد في عيد الميلاد
تسارع الأحفاد في تقديم التهاني لجدِّهم وهم يحتفلون بعيد ميلاده، فقال كبيرهم بصوت مرتفع حتى يسمع الجد: "أتمنى لك يا جدي عامًا جديدًا وسعيدًا، وأن يمنحك الرب أذان جديدة
بدلاً من هاتين الأذنين القديمتين، اللتين ما عادتا تسمعان جيدًا".
ثم قال الحفيد الثاني: "وأنا يا جدي أتمنى أن يمنحك الرب عيونًا جديدة
بدلاً من هاتين العينين اللتين ترى بهما بصعوبة".
وجاء الثالث ليهنئ جده بالقول: "وأنا يا جدي أتمنى أن يعطيك الرب أسنانًا جديدة
وقوية بدلاً من طقم أسنانك المتهالك القديم".
ثم جاء دور الحفيد الأصغر، الذي لم يجد شيئًا ليقوله كالباقين، سوى القول: "أنا يا جدو أتمنى أن يأتي الرب يسوع ويلخبطك ويعملك من جديد".
ضحك
الجد من أعماقه وكأنّ الأمنية بعيدة المنال.
ولكن ونحن نحتفل بقدوم عام 2006 الجديد، ونتذكر «إنه من إحسانات الرب أننا لم نفنَ، لأن مراحمه لا تزول، هي جديدة في كل صباح» (مراثي3: 22-23) ألا يوجد شيئًا جديدًا نتمناه؟
إن كلمة الله تخبرنا بسبعة امور جديدة ليتنا نطلبها ونتمتع بها وهي:
(1) الولادة الجديدة
عندما أتى نيقوديموس إلى المسيح قال له: «ينبغي أن تولدوا من فوق» (يوحنا3: 7). والولادة من فوق هي ولادة من الله ومن الروح (يوحنا3: 6؛ 1: 13). وتسمَّى أيضًا "الولادة الثانية" (1بطرس1: 23؛ يوحنا 3: 4).
وهي عمل روحى غير منظور يتم داخل القلب.
قال أحدهم: "إن قلبي قاسٍ كالحجر، لا يؤثِّر فيه شيء ، لا حوادث ولا أمراض، لا ترنيمات ولا صلوات. غيّرت السيارة وغيّرت الشقة، وغيّرت العمل، حتى الكنيسة غيّرتها؛ وظلّ قلبي قاسٍ كما هو لم يتغير.
لكن أمام محبة المسيح، وأمام صليبه، وأمام قلبه الذي ذاب حبًّا لأجل أثيم مثلي،
الذي قال عنه «صار قلبي كالشمع، قد ذاب في وسط أمعائي» (مزمور22: 14)؛ ذاب قلبي أنا
أيضًا ووُلدت من جديد واختبرت المكتوب: «وأعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدة
في داخلكم، وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم» (حزقيال36: 26)".
عزيزي وعزيزتي: عندما تتمتع بعطية القلب الجديد، تتمتع بنعم جديدة وبركات جديدة منها:
(2) فكر جديد
«تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ماهي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة» (رومية12: 2). هناك مفاهيم خاطئة فرضتها علينا البيئة التي نعيش فيها، ومبادئ غير كتابية زرعها فينا العالم والمجتمع، وعادات قديمة موروثة وليست مدروسة، مثلاً: "القرش الأبيض ينفع في اليوم الاسود"، و"اللي معاه قرش يساوي قرش".
كل هذه وغيرها تُستبدَل بفكر المسيح الراقي.
(3)علاقات جديدة
«الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكلّ قد صار جديدًا» (2كورنثوس5: 17).
عندما يأتي الشخص إلى المسيح يقينًا هناك علاقات لا بد أن تحجَّم، وعلاقات أخرى
تُقطع وتنتهي، ثم علاقات جديدة وصداقات جديدة تبدأ يكون المسيح محورها ومركزه.
(4) ملابس جديدة
«خلعتم الانسان العتيق مع أعماله، ولبستم الجديد الذي يتجدَّد للمعرفة حسب صورة خالقه... فالبسوا كمختاري الله...» (كولوسى3: 9 ، 10 ، 12). فالمؤمن يصير إنسانًا جديدًا مثل أنسيمُس الذي اختبر الولادة الجديدة فكتب عنه الرسول بولس رسالة إلى فليمون ويصفه بأنه: «كان قبلاً غير نافع لك، ولكنه الآن نافع لك ولي» (فليمون11).
فقد يكون الإنسان سارقًا ولكن بعد الولادة الجديدة «لا يسرق السارق فيما بعد؛ بل
بالحري يتعب عاملاً الصالح بيديه ليكون له أن يعطي من له احتياج» (أفسس4: 28).
(5) قوة جديدة
«وأما منتظرو الرب فيجدِّدون قوة» (إشعياء40: 31). والقوة نجدها في عرش النعمة «فلنتقدّم بثقة إلى عرش النعمة؛ لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه» (عبرانيين 4: 16).
لذلك لن أعود فأتكل على إمكانياتي وذكائي وقدراتي، بل على الرب الذي «يعطي المُعييَ
قدرة ولعديم القوة يكثِّر شدة» (إشعياء40: 29).
(6) خدمة جديدة
«هأنذا قد جعلتك نورجًا محدَّدًا جديدًا ذا أسنان، تدرُس الجبال وتسحقها، وتجعل الآكام كالعُصَافة» (إشعياء41: 15).
إن النورج إذا تُرك بدون إستخدام يصدأ، وكذلك إذا تعرّض للتيارات، وهكذا شعر إشعياء
بأنه نورج غير محدَّد فصرخ إلى الرب: «إني نجس» وفي الحال طار إليه ملاك وطهره ثم
في خدمة جديدة الربُ أرسله.
(7) ترنيمة جديدة
والترنيمة الجديدة تأتي دائمًا بعد الكبوات والأزمات. ترنيمة جديدة؛ ليست جديدة في لحنها وكلامها، بل في معناها واختباره. هناك ترانيم الصيف وقد لا تتناسب مع الشتاء، لكن الترنيمة الجديدة هي التى تشُقّ الحزن وتُذهب البكاء، «عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم» (مزمور30: 5). «انتظارًا انتظرت الرب، فمال إليَّ وسمع صراخي، وأصعدني مِنْ جُبّ الهلاك، من طين الحمأة. وأقام على صخرة رجليَّ، ثبَّت خطواتي. وجعل في فمي ترنيمة جديدة، تسبيحة لإلهنا» (مزمور40: 1-3)
ألا ليتنا نطلب هذه الأمور الجديدة والجليلة التي تبقى، ولا نكتفي فقط بالملابس
أو الأشياء الجديدة التي تفنى.