جورج بست الأسطورة الحزينة
يُعتبَر "چورچ بيست"، لاعب كرة القدم الإنجليزى، الأكثر شهرة بعد البرازيلي "بيليه" في الخمسين سنة الماضية. لعب لنادي مانشستر يونايتد، وأسهم في فوزه بالدوري الإنجليزي ثم بطولة أوروب. وفاز بلقب أفضل لاعب عام 1968. كان معبود الجماهير، فكم أسعدهم عندما كان يُحرز أهدافً. كان جميل الصورة، وذا موهبة كبيرة، و شخصية جذابة. كان نجمًا رياضيًا واجتماعيً.
لكن مما يؤسَف له أنه اعتزل اللعب مبكِّرًا بسبب إدمانه الخمر. لخَّص هو حياته بالقول: "لقد أنفقت الكثير من المال على الخمر، والنساء، والسيارات السريعة، وأما الباقي فقد بذّرته تبذيرًا". ورحل بيست بعد أن أُصيب بنزيف داخلي، نتيجة عملية في الكبد الذي أتلفته الخمر. ومع أنه وعد أن يترك الخمر، لكنه سرعان ما أخلف وعده وعاد إليه. لم تَخلُ حياته من المتاعب مع القانون، فقد سُجن عام 2004 بسبب قيادته السيارة وهو ثمل.
لم يعرف بيست المعنى الحقيقى للحياة؛ إذ اضاعها فى إحراز أهداف الكرة وشرب الخمر، ولم يَدرِ أن هناك هدفًا أنبل، وغرضًا أسمى للحياة، من إحراز أهداف الكرة.
لذلك حزن كثيرًا على نفسه عندما أدرك هذه الحقيقة، وأصرّ چورچ بيست،أشهر لاعب عرفته الملاعب الإنجليزية، أن تُكتَب قصته، ليكون عِبرة لغيره. وطلب من الصحفيين، قبل موته، أن يقولوا للشباب بلسانه: "لا تعيشوا ولا تموتوا على طريقة چورچ بيست؛ بل عيشوا حياة أفضل!".
لقد انتبه بيست أخيرًا، عندما التفت إلى كل عمله وتعبه فإذا: «الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس» (جامعة2: 11)، وأن «كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا» (يوحنا4: 13). لقد تجاهل المسيح، ولم يتعرف به كالحياة الأبدية, وكمصدر الراحة الحقيقية، ولم يُدرك أنه جاء لتكون لنا حياة وليكون لنا أفضل (يوحنا10: 10). لذا مات چورچ بيست شاعرًا فى نفسه بالفراغ والخواء.. ومضى إلى الأبدية تعِسًا مُفلسًا، بلا رجاء!! فهل نَعي الدرس ونعرف المعنى الحقيقي للحياة؟!