عندما غادر و· مكاي بيته، ليدرس في الجامعة في بلدة بعيدة عن البيت، أهدته أمه نسخة من الكتاب المقدس، كتبت على أولى صفحاته اسمه وإهداء باسمها·
اجتهد في الجامعة حتى تخرج بمرتبة الشرف الأولى في الطب· نبغ سريعًا في عمله كطبيب حتى أصبح مديرًا لأكبر مستشفى في أدنبرج باسكتلندا· على أنه كلما ازداد نجاحًا كلما تعمّق في الشر وازداد قسوة وفظاظة؛ بل لقد وصل إلى أن ترأس جمعية إلحادية·
ذات يوم وصل الى المستشفى رجل بإصابات خطيرة· بينما كان د· مكاي يفحص جسد الرجل المحطم بشكل يُفقِد الامل، كان يتعجب من السلام الذي كان يتملك المصاب·
سأل المصاب طبيبه ما هي الحالة؟ قُل لي الحقيقة، فأنا لا أخشى الموت؛ فقد وثقت بالرب يسوع مخلِّصًا وهو قد دفع ثمن خطاياي على الصليب، وأعرف أنني سأكون معه بعد الموت ·
أجاب الطبيب أمامك القليل من الساعات في الحياة · ولعجبه أن سلام المصاب المائت لم يتبدد· سأله هل تحب أن نتصل لك بأحد؟ · أجابه اتصل بمديرة منزلي وقل لها أن ترسل لي الكتاب ·
- أي كتاب؟
- فقط قُلّ لها وهي ستعرف·
فعل د· مكاي ما طلبه ثم واصل عمله مع باقي المرضى· على أن كلمات الرجل ظلت ملتصقة بذهنه وأعرف أنني سأكون معه بعد الموت ·
بعد ساعات عاد الطبيب ليتابع مريضه فقالت له الممرضة لقد مات منذ دقائق قليلة ·
- هل وصل إليه كتابه في وقت مناسب؟
- قبل أن يموت بقليل·
-ماذا كان هذا الكتاب؟
- انظره، إنه تحت وسادته·
ذهب مكاي لينظره، فإذ به الكتاب المقدس· بينما هو يقلِّب صفحاته، فوجئ باسمه هو مكتوبًا على الصفحة الأولى· لقد كان الكتاب الذي أهدته أمه إياه وكان قد ارتهنه ليشتري خمرًا·
انتابه شعورًا لم يعرفه من قبل، ارتسمت أمامه كل خطاياه· جرى إلى مكتبه، وبدأ يصلى، وقد تذكَّر آية علمتها له أمه هي يوحنا 3: 16· وهكذا التقى الرب يسوع مخلِّصًا· وسرعان ما تم فيه القول «خليقة جديدة» وصار خادمًا تاعبًا لنشر رسالة الإنجيل·
إن الرب يريد أن يخلِّصك أنت أيضًا؛ ليعطيك يقين الحياة الأبدية، ولتتمتع بالسلام حتى في أحلك الظروف· فهل تُقبِل إليه مسرعًا؟!