طريق واحد للهروب


بينما كان حوالي ثمانية من رجال مكافحة حرائق الغابات يمارسون عملهم، حاصرتهم النيران وهم لا يدرون· اقتربت منهم طائرة شراعية صغيرة، رأى طيارها محنتهم؛ فقرّر المخاطرة بأن يطير على ارتفاع منخفض بالقدر الذي يكفي ليحاول تحذيرهم وإنقاذهم· قام بقذف رسالة في ورقة وربطها بشيء ثقيل لتسقط عندهم· لم تصل الرسالة إليهم في أول الأمر، فكرّر المحاولة، في صبر وإصرار، عدة مرات حتى وصلت بالفعل رسالته إلى المحاصَرين·

أخبرت الرسالةُ الرجالَ بأنهم محاصرون بخطر النيران، وأن الطيار يستطيع أن يرى الطريق الوحيد الذي يمكنهم أن ينجو من خلاله· وحثّهم على اتّباعه ليقودهم بأمان إلى خارج الغابة·

صدّق الرجال كلمات الطيار، وأطاعوا توجيهاته فورًا· ألقوا ما كانوا يحملون، وتبعوا مرشدهم بدقة· قادهم مرشدهم السماوي عبر ممرّ متعرج ضيق بين النيران المشتعلة، حتى وصل بهم إلى خارج الغابة سالمين·

من اللافت للنظر أن الرجال لم يضيعوا الوقت في مناقشة إن كان كلام الطيار مقنعًا أم لا، ولا أهدروا الفرصة بالبحث عن طرقٍ أخرى للنجاة· بل صدّقوا منقذهم، لعلمهم أنه الوحيد الذي يمكنه أن يرى المشهد بالكامل الرؤية الصحيحة، نظرًا لارتفاعه· فنجوا لحياتهم إذ صدّقوه وتبعوه·

والله وحده هو الذي يستطيع أن يرى كامل مشهد هذا العالم المنزلق إلى النار· وقد أرسل ابنه إلى العالم ليخلِّص العالم (يوحنا3: 17)· وهو يدعو كل منا أن يصدِّق كلمته لكي ينجو· ومن الحماقة أن نبحث عن طريق آخر للنجاة إن قال الرب بنفسه «أنا هو الطريق والحق والحياة· ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يوحنا14: 6)· فهو "الـ"طريق، أي الطريق الوحيد، فليس بأحد غيره الخلاص (أعمال4: 12)·

فهل تأتِ إليه لتخلُص من نار أبدية تنتظر كل من يبقى في خطاياه؟

افعل، وهيا للنجاة!