هو جو نفس يعيش فيه الإنسان (وسنقصر حديثنا على الشاب المؤمن أو الشابة المؤمنة) ويختلف من شخص لآخر، ومن وقت لآخر. فقد يكون مجرد شعور متردد ينتاب الشخص بين الحين والآخر، وقد يصل إلى شعور عام يغطي أغلب أوقاته ويرافقه في كل نواحي حياته.
وقد يكون شعورًا بسيطًا بعدم الرضا عن النفس، أو يصل إلى شعور عميق وعنيف يحيط صاحبه بجو ملوث يبعث على الإكتئاب.
الشعور بالذنب كحالة نفسية يختلف عن الشعور بخطية محددة، فالخطية بمجرد الاعتراف بها يحصل المؤمن على الغفران، ويستعيد شركته مع الرب وبالتالي يعود إلى جو النقاء والصفاء الروحي. «إن اعترفنا بخطايانا .. يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم» (يوحنا الأولى 1: 9).
بعض أسباب الشعور بالذنب :
(1) ضمير شرير : هو الضمير الذي يشتكي على صاحبه دائمًا مذكرًا ومُشعرًا إياه بأنه ليس أهلًا للإقتراب إلى الله بسبب الشر الموجود فيه أو الذي يفعله. فهو يبني اقترابه إلى الله على ما يشعر به في داخله. هذا الضمير هو أكثر أسباب الشعور بالذنب.
(2) ضمير ضعيف : هو الضمير الذي يجعل صاحبه يشعر بأمور، هي ليست في حد ذاتها خطية، لكنه يعتبرها خطية، ويتنجس بها «فضميرهم إذ هو ضعيف يتنجس» (كورنثوس الأولى 8: 7). هذا الضمير منغص دائمًا لصاحبه لأنه يجعله يستذنب نفسه، ويستذنب الآخرين.
(3) عدم قبول الشاب لنفسه : أحيانًا يكون الشاب غير راضِ عن حجمه الروحي وإمكانياته ونوعية خدمته. ويتصور أنه لا يستطيع القيام بهذه الخدمة أو تلك نظرًا لأن مستواه الروحي ليس على ما يرام، أو لأن صلواته قليلة أو تكريسه قليل. وعدم وصوله إلى ما يتخيله أنه صحيح يجعله يتذمر على نفسه، ويزداد شعوره بالذنب.
(4) كثرة مشغولية الشاب بنفسه ومشاعره : وتحوله عن الرب يجعله لا يمارس الإيمان بل يعيش معتمدًا على المشاعر. إن مشغوليتي بنفسي لا تجعلني أرى سوى القصور والأخطاء والهزيمة والميول الرديئة، ومن ثم أشعر بالذنب.
(5) الكبت الداخلي : لأمور يشعر الشاب أنها أخطاء، وعدم التنفيث عن المشاكل والمعاناة سواء لأحد المؤمنين الروحيين أو في الشركة مع الرب، يجعل العقل الباطن يمتليء بالشعور بالمذنوبية وعدم الاستحقاق، وهذا الشعور يخرج بين الحين والآخر.
(6) عدم التعود على الوجود الدائم في حضرة الله : حيث النور الإلهي الكاشف للعيوب والأخطاء، وفي نفس الوقت حيث المحبة والنعمة الجاذبة لي والتي تحتملني مهما تكن نقائصي وتغطي كل عيوبي.
(7) جهاز عصبي حار ونشط : يكون صاحبه عصبي المزاج، وغير قادر على التحكم في نفسه في أغلب الأوقات. فهو سريع الغضب، سهل الإستثارة والإستفزاز. وكلما زادت حدة جهازه العصبي، زاد شعوره بالذنب.
(8) الهزيمة المتكررة:
(9) مبدأ الناموس والعجز عن القيام به:
(10) نقاط ضعف عنيفة:
بنود 8 ،9 ،10 سبق شرحها فى العددين الخامس والسادس من نحو الهدف، فيُرجى الرجوع إليها.
نتائج الشعور بالذنب :
1 - وجود فاصل بين الشاب وبين الرب، فهو قليل الإقتراب من الرب، وإدراكه وإحساسه بحضور الرب معه ضعيف، نظرًا لشعوره بعدم الإستحقاق.
2 - استنشاق هواء ملوث روحيًا يؤدي إلى الإكتئاب والعبوسة الدائمة أمام الآخرين لأن «القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا» (أمثال 15: 13)، والعكس بالعكس.
3 - احتقار الشخص لنفسه، ولجوئه إلى الإنطواء، وشعوره بالنقص.
4 - عدم وجود ثقة من نحو الله في استجابة الصلوات المرفوعة «إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله» (يوحنا الأولى 3: 21).
5 - العدو يشجعني على إصلاح نفسي أولًا للتخلص من هذا الشعور، ثم العودة للشركة مع الرب، ولأنني عاجز عن إصلاح نفسي وبالتالى التخلص من هذا الشعور، فسأظل مقطوع الشركة، وبالتالي يزداد شعورى بالذنب، وهكذا أدخل في دائرة مفرغة خبيثة من الشركة المقطوعة والشعور بالذنب وكلاهما يغذي الآخر.
علاج الشعور بالذنب : هو ما سنتحدث عنه بمشيئة الرب في العدد القادم. أما الآن فأقول إن واحدًا من أهم دلائل الصحة الروحية هو العودة السريعة إلى الرب بالتوبة لعلاج السقوط الذي حدث وبالتالي استرداد الشركة «قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت آثام خطيتي» (مز 32: 5). لذا أستودعك لنعمة الله راجيًا لك ملء الصحة الروحية. { يتبع}