رضى السيد


من سلسلة: قصة قصيرة
كان رودولف موسيقيًا شابًا يعيش في النمسا، وقد عكف لزمنٍ طويلٍ على كتابة أولى سيمفونياته.  وبعد الكثير من التعديل والتنقيح جاء وقت تقديمها للجمهور.  وبعد عزف آخر جزءٍ من السيمفونية ساد الصمتُ للحظات ثم ضجت القاعة بالتصفيق معلنةً إعجاب الجماهير بما قدّمه رودولف، وعبّر الكثيرون عن تقديرهم بطرقٍ مختلفةٍ.

لكن رودولف بقي صامتًا حتى تقدّم نحوه رجلٌ متقدمٌ في العمر ووضع يده على كتف الموسيقار الصغير مبتسمًا وهو يقول له «أحسنت يا رودولف»، وهنا فقط إبتسم رودولف وظهرت على وجهه علامات الإرتياح والرضى؛ لقد نال الإعجاب من الشخص الذي كان يهمه أن ينالَ المدح منهُ، إذ كان هذا الرجل هو معلّمهِ الذي يكّنُ له كل تقديرٍ.

في كل أعمالنا دعونا لا ننتظر مدح الناس وإن كان هذا يشجعنا، المهم أن ننال رضى إلهنا وسيدنا إذ يقول لنا: « نعّمًا أيها العبد الصالح و الأمين» (متى 25: 21).
هذا  هو  المهمِ   حقًا  ،،