أرقام الكتاب المقدس (17)

رقم النعمة والفداء

الرقم 17 أحد الأرقام الأولية، أي التي لا يمكن تحليها إلى أرقام أقل· وهي بين مجوعة الأرقام الأولية سابعها، وهذه الأرقام كالآتي:

1؛ 3؛ 5؛ 7؛ 9؛ 11؛ 13؛ 17

وأما في الكتاب المقدس فيرد الرقم 17 مرات عددية، كلها تحمل دلالات مبهجة· ونحن نقرأ عن هذا الرقم صراحة أكثر من مرة في سفر التكوين، أول أسفار الكتاب المقدس· وأول مرة نجده في سفر التكوين، هو بالارتباط بقصة الفلك:

«ثُمَّ ذَكَرَ اللهُ نُوحًا وَكُلَّ الْوُحُوشِ وَكُلَّ الْبَهَائِمِ الَّتِي مَعَهُ فِي الْفُلْكِ· وَأَجَازَ اللهُ رِيحًا عَلَى الأَرْضِ، فَهَدَأَتِ الْمِيَاهُ· وَانْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ وَطَاقَاتُ السَّمَاءِ، فَامْتَنَعَ الْمَطَرُ مِنَ السَّمَاءِ· وَرَجَعَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ رُجُوعًا مُتَوَالِيًا· وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْمًا نَقَصَتِ الْمِيَاهُ، وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ، فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ» (تكوين8: 1-4)·

والشيء العجيب أنه كما استقر الفلك فوق جبال أراراط في اليوم السابع عشر، بعد أن اجتاز في مياه الدينونة، فإن المسيح قام من الأموات في اليوم السابع عشر بعد أن اجتاز الدينونة الرهيبة فوق الصليب·

فالمسيح مات في يوم الفصح عينه· وكان الفصح يُذبح يوم 14 من شهر أبيب· ويؤكل يوم 15 وهو اليوم الذي صُلب المسيح فيه، ودُفن المسيح في اليوم نفسه؛ ثم قام من الأموات في اليوم الثالث، فيكون المسيح قام في يوم الأحد 17 من الشهر العبري الأول·

وثاني مرة نقرأ صراحة عن هذا الرقم في سفر التكوين كان في قصة يوسف الجميلة، فيقول الكتاب:

«هَذِهِ مَوَالِيدُ يَعْقُوبَ: يُوسُفُ إِذْ كَانَ ابْنَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً كَانَ يَرْعَى مَعَ إِخْوَتِهِ الْغَنَمَ، وَهُوَ غُلاَمٌ عِنْدَ بَنِي بِلْهَةَ وَبَنِي زِلْفَةَ امْرَأَتَيْ أَبِيهِ» (تكوين37: 3)·

ونعرف من قصة سفر التكوين أنه في تلك السنة أرسل يعقوب ابنه يوسف ليفتقد سلامة إخوته، ولكنهم بسبب شرِّهم باعوه للإسماعيليين، ثم بيع عبدًا في مصر، وافتُري عليه وسُجن لمدة ثلاث عشرة سنة (رقم الشر)، ثم وقف أمام فرعون وهو يبلغ من العمر ثلاثين عامًا·

ثم نجد هذا الرقم ضمنًا في عدد السنين التي قضاها يعقوب مع يوسف ابنه في مصر· فيعقوب لما نزل إلى مصر ووقف أمام فرعون كان عمره 130 سنة، ولما مات كان عمره 147 سنة·

ومما سبق نفهم أن يوسف قضي 17 سنة مع أبيه يعقوب في أرض كنعان، وأن يعقوب قضى 17 سنة مع ابنه يوسف في أرض مصر·

ثم نجد هذا الرقم 17 مرتبطًا بالفداء وبالشراء، فنقرأ في سفر إرميا:

«فَاشْتَرَيْتُ مِنْ حَنَمْئِيلَ ابْنِ عَمِّي الْحَقْلَ الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ، وَوَزَنْتُ لَهُ الفضة، سَبْعَةَ عَشَرَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ· وَكَتَبْتُهُ فِي صَكٍّ وَخَتَمْتُ وَأَشْهَدْتُ شُهُودًا وَوَزَنْتُ الْفِضَّةَ بِمَوَازِينَ» (إرميا32: 9 ،10)·

والفضة أيضًا مثل الرقم 17 تحدِّثنا عن الفداء·

ثم إن يوم الكفارة العظيم - بحسب ما نقرأ في لاويين 16 - كان في اليوم العاشر من الشهر السابع (10 + 7 = 17)·

وفي هيكل سليمان نقرأ عن الذهب 17 مرة (في 1ملوك6 يَرِد 11مرة؛ وفي 1ملوك7 يرد 6 مرات)·

وفي العهد الجديد هناك رقم عجيب حيَّر العديد من المفسرين في دلالته، وهو عدد السمك الذي تم اصطياده من بحر الجليل في المعجزة الوحيدة التي أجراها المسيح بعد قيامته من الأموات، وهو 153 سمكة· لهذا الرقم ارتباط وثيق بالرقم 17 كما يلي:

17 * 9 = 153 (انظر دلالة الرقم 9 التي درسناها في ما سبق)·

أو 17 * 3 * 3 = 153

والعجيب حقًا أنك لو جمعت الأرقام من 1 إلى 17 معًا تحصل على الرقم 153 (أي 1+ 2+ 3+ 4+ 5+ ····· +16+ 17 = 153)·

ومن كل ما سبق نرى أن الرقم 17 هو رقم له دلالات حلوة دائمًا، فهو يحدِّثنا عن عبور الدينونة وعن الفداء وعن النعمة وعن الشركة·

ثم إننا نجد هذا الرقم موزَّعًا على العديد من الفصول، ولكنه يحمل الدلالات الجميلة السابقة عينها:

فهناك:

17 معجزة شفاء مذكورة بالتفصيل قام بها المسيح في الأناجيل الأربعة·

ثم إن

«الآب» يرد في إنجيل لوقا 17 مرة

وكلمة «آية» ترد في إنجيل يوحنا 17 مرة

وتعبير «الحياة الأبدية» يرد في إنجيل يوحنا 17 مرة

وتعبير «كما هو مكتوب» يرد في رسالة رومية 17 مرة

وتعبير «يغلب» يرد في سفر الرؤيا 17 مرة

كما أن موعظة الجبل يرد فيها تعبير «الآب» 17 مرة

وإعلان المسيح عن نفسه بأنه الراعي الصالح في يوحنا 10 يرد فيه تعبير «الخراف» 17 مرة

وصلاة المسيح للآب في يوحنا 17 نجد أن تعبير«أعطى» أو «عطية» يرد فيه 17 مرة

عزيزي: هل لك علاقة بنعمة الله؟ وهل تمتعت بالفداء، لكي يكون لك نصيب أبدي مع المسيح؟