كن غريباً


من سلسلة: بأقلام القراء
لا مكانَ أجمل من الوطنِ البهي
عِشْ في هذه الغربة وقتكَ كغيرك
فما من غريبٍ ظلَّ غريبًا للأبد
والغربةُ لا تعنيكَ يومًا أحزانه
ولا تنحني أبدًا تحت أثقاله
فأجملُ ما فيها مُرٌ جدًا مثله
والمالُ إن تجمعهُ في الدنيا سُدى
 لا تفعلَن ذلكَ فلن تخلد
 وستجدُ زمنَ الغربةِ قد انقضى
لا تحاولُ في الدنيا تداوي شرَّه
فحرقتها لا تطفئها أمطاره
ولكن في يومٍ ستنتهي أخبارها
إن تتعبكَ الخطيةُ فهي مرار
فيجذبك له مهما حاولتَ الفرار
فلا تدعُ الشر أن يدعكَ تحتار
إن كانَ ما زالَ يعاندكَ الدهر
ثق أنها لن تعودَ وذا ما يسرُّ
فالغربةُ سيأتي يومًا فيهِ تنتهي
  أخي فغيَر ذا الوطن لا تشتهي
وتذكر الوطنَ كي تفرحن بهِ
فالغربةُ سيأتي يومًا فيهِ تنتهي
ولا تفرحُ إذا عرضت أفراحه
أو تطربُ لها إن عزفت ألحانه
فالغربةُ سيأتي يومًا فيهِ تنتهي
والقصوُر تبنيها لكي تعيشَ للمدى
فالعمُر يجري ستجدهُ حالاً مضى
فالغربةُ سيأتي يومًا فيهِ تنتهي
ولا في الغربةِ كي تحلّي مره
ودمعةُ الغربةِ حقًا ما أمرَّه
فالغربةُ سيأتي يومًا فيهِ تنتهي
ويشدّك الشُّر ناحية الانحدار
وتعودُ له كلما أخذت القرار
فالغربةُ سيأتي يومًا فيهِ تنتهي
فيقدمُ سنينا للغربةِ فيها تمرُّ
والأكيد الأكيد أنها لن تستمرُّ
ونصلُ الوطنَ وفيهَ مَن نشتهي
مايكل ثروت - دير مواس