ماذا عن هذا الإتجاه الإتجاه؟


كان وليام رينولدز من الخُدّام المُحبين للرب، يسعى دائمًا لإدراك النفوس الهالكة· ذات يوم دُعي لزيارة رجل شيخ كان يفتخر دائمًا بأنه لا يهتم بالروحيات وبالكلام عن الله· نصح الكثيرون وليام بأن لا يحدّثه مطلقًا عن خلاص نفسه؛ لأن هذا الأمر يجعل الرجل يستشيط غضبًا وقد يسيء معاملته·

عندما ذهب، دعاه الرجل الشيخ لأن يصعد معه إلى قبة صومعة الحبوب الكبيرة العالية؛ لكي يرى مزرعته التي كان يعتز بها جدًا· من فوق القبة، بدأ الرجل الحديث بالقول: يا سيد رينولدز·· لقد أتيت إلى هذه البقعة فتًى فقيرًا في سن الثامنة عشرة، والآن أنا أملك كل ما يمكن أن تراه عينيك في كل اتجاه· هل ترى هذه المزارع الشاسعة التي يتمايل القمح فيها؟ وهل ترى المراعي السندسية الممتدة ها هنا؟ هل ترى هذ الغابة في اتجاه بصرك؟ وهل ترى قطعان المواشي هنا؟ كل هذه ملكي · هذا ما قاله الرجل وهو يشير، مع كل سؤال، إلى أحد الاتجاهات الأربعة: شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا·

هزّ وليام رأسه وعلّق "عظيم، واضح أنك غني بحق في هذه الاتجاهات الأربعة"· ثم صمت برهة وأردف "لكن ماذا عن هذا الاتجاه؟" وأشار إلى أعلى؛ إلى السماء·

نظر الرجل الغني إلى أعلى برهة، ثم طأطأ رأسه إلى صدره وقال: أظن أنني لا أملك الكثير في هذا الاتجاه ·

فكان رد وليام «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟» (متى16: 26)·

هل تسمح لي، قارئي العزيز، أن أسألك نفس السؤال؟ كم تملك في هذا الاتجاه، أقصد اتجاه السماء؟ هل كل طموحاتك هي في الأرض وملذاتها ونسيت أن تُعِد لأبديتك؟ فإن قلنا جدلاً أنك ربحت كل ما تتمناه وتطمح إليه، فهل يغنيك هذا عن خسارة نفسك الأبدية؟

ألا كن حكيمًا ولا تهلك

(اقرأ لوقا12: 16-21)·