كان عمل الرقيب أن يراقب اقتراب أي خطر من المدينة فيحذِّر قياداتها وشعبها مبكِّرًا ليتمكنوا، في وقت مناسب، من صد هجوم الأعداء. ومع أننا لا نقرأ كثيرًا عن الرقيب في قصص العهد القديم (2صموئيل 18؛ 2ملوك 9)؛ إلا أننا، من وصف مهمة الرقيب في حزقيال 33، ندرك أهمية عمله. كان عليه أن يقف على سور المدينة، غالبًا في برج خاص مبني عليه، متطلِّعًا بيقظة إلى الطرق المؤدية إلى المدينة، «فإذا رأى السيف مُقبِلاً» أي إذا لاحظ اقتراب أعداء أو خطر فعليه أن ينفخ في البوق ويحذِّر الشعب. وتنص مهام الرقيب على أنه «إن رأى الرقيب السيف مقبلاً ولم ينفخ في البوق ولم يتحذّر الشعب؛ فجاء السيف وأخذ نفسًا منهم، فهو قد أُخذ بذنبه، أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه». فما أكبر مسؤولية الرقيب! أما إن أسمع الرقيب صوت البوق عند الخطر فلا يُعَدُّ مقصِّرًا في كل الأحوال. وقد شرح الرب لحزقيال المعنى الروحي من هذا «وأنت يا ابن آدم فقد جعلتك رقيبًا... فتسمع الكلام من فمي وتحذّرهم من قبلي. إذا قلتُ (أي قال الرب) للشرير: “يا شرير موتًا تموت”، فإن لم تتكلم لتحذّر الشرير من طريقه فذلك الشرير يموت بذنبه، أما دمه فمن يدك أطلبه. وإن حذّرت الشرير من طريقه ليرجع عنه ولم يرجع عن طريقه فهو يموت بذنبه؛ أما أنت فقد خلصت نفسك» (انظر أيضًا حزقيال3: 17-21).
صديقي.. إن لم تكن قد تعرّفت بالمسيح مخلِّصًا شخصيًا لك؛ فدعني أعمل كالرقيب وأحذِّرك من الدينونة القادمة عليك إن لم ترجع عن طريق الشر الذي تسير فيه، إلى المسيح ليخلّصك. وأرجوك ألا تكون كمن قال عنهم الرب «أقمت عليكم رقباء قائلين: اصغوا لصوت البوق. فقالوا لا نصغى» فنهايتهم كانت رهيبة (إرميا6: 17-19).
أما إن كنت قد نلت خلاصًا من المسيح، فاعلم أن عليك أن تكون رقيبًا أنت أيضًا. هيا اذهب حذِّر قريبك وصديقك وزميلك الذين لم يحتموا بعد في دم المسيح. وإلا فتذكر أننا سنعطي حسابًا عن كل تقصير.