في صدر جريدة الأخبار القاهرية قرأت هذا الخبر تحت عنوان “آخرة المشي البطّال”:
تعوّدت “ميمي” أن تخرج مع كلب الجيران صديقها، وبعد ثلاثة أشهر كانت المفاجأة؛ إذ أنجبت القطة البرازيلية “ميمي” مجموعة من الكلاب الصغيرة! وتقول “كاسيا أبارسيدا”، صاحبة القطة من مدينة “باسو فاندو”، إنها لم تكن تتوقع أن تنجب “ميمي” ستة كلاب. لكن هذا، بالفعل، ما كان نتيجة المشي مع الكلاب! ويحاول العلماء فحص نماذج وعيّنات من دم القطة وصديقها الكلب لمعرفة أسباب حدوث هذه الطفرة الجينية.. إنتهى الخبر!!
والذي يهمّنا هنا ليس محاولات العلماء في معرفة الأسباب، بل في خطورة ومعاشرة الأصحاب؛ التي قال عنها الكتاب المقدس: «لاتضلوا. فإن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة» (1كورنثوس15: 33)، «يا ابني إن تملّقك الخطاة فلا ترضَ» (أمثال1: 10). هذه مبادئ كتابية أصيلة، لا يمكن العبث بها، ومن يحاول أن يستخفّ بها كأنه يلقي بنفسه في أتون من النار.
لا يهم هنا ابن من أنت؟ أو بنت من أنتِ؟ فلو كنت ابن داود الملك، أو كنتِ بنت يعقوب أبو الأسباط، وتمرّدت على وصايا الله؛ فالنتيجة واحدة: عار ودمار. ولن يشفع لك وقتها إن كان الأهل من الأشرار أو من الأبرار؛ فالمبدأ ثابت وهو: «لا تضلوا. الله لا يُشمَخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً. لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً» (غلاطية6: 7). وأود أن ألفت نظر قرائنا الأعزاء إلى حادثتين حدثتا في بيتين مختلفين، أفرد الروح القدس لهما فصلين لخطورة الأمر.
1- في بيت يعقوب. يخبرنا تكوين34 أن دينة ابنة يعقوب خرجت لتنظر بنات الأرض (رغبة في مصاحبتهن)، فرآها شاب اسمه شكيم ابن حمور (أى حمار) الحوّي رئيس الأرض، وكانت النتيجة حادثة مُذِلّة لها للغاية، وكان من الممكن أن لا تعود دينة للبيت، ولكن أعادها إخوتها في اليوم الثالث بعد مذبحة دامية في المدينة، وقُُتل أيضاً شكيم؛ وهكذا دائماً بعد النجاسة يأتي القتل والانتقام والشراسة.
2- في بيت داود. يخبرنا 2صموئيل13 أن أمنون بن داود أحب ثامار أخت أبشالوم، وعسر في عينيه أن يفعل لها شيئًا. وكان له صاحب اسمه يوناداب بن شمعي، رسم له خطة شريرة تمكَّن بها أمنون من ثامار وأذلّها. ولم ينتهِ الفصل إلا بقتل أمنون.
لا تصحبن رفيقاً لست تأمنه بئس الرفيقُ رفيقٌ غير مأمونِِ
يقول الكتاب: «المكثر الأصحاب يخرب نفسه. ولكن يوجد محب ألزق من الأخ» (أمثال24:18)؛ إنه الرب يسوع المسيح الصديق الأمين والصادق؛ فهل تعرّفت به؟ وإن كنت تعرفه، هل صادقته؟