برية سيناء

بعد ثلاثة شهور من الخروج من مصر يتوقف قطارنا على المحطة رقم12 وهي المحطة الأهم في كل رحلة الشعب.  إنها محطة جبل سيناء أو جبل الله حوريب وهو يبعد مسيرة 11 يوم عن قادش برنيع (تثنية1: 2) وتحيط به برية تكفي لمعسكر الشعب.

أحداث هامة:

حدثت في هذا المكان أحداث هامة على مدار قرابة السنة مسجلة في 58 أصحاحًا نلخصها في الآتي:

م أهم الأحداث   الشواهد المدة
1 صعود موسى على الجبل وسماعه كلمات الناموس وبعض الأحكام وتعليمات صنع خيمة الاجتماع وحادثة العجل الذهبي وكسر لوحي الشريعة.   15 أصحاح (من خروج19 إلى 33) 40 يوم
2 صعود موسى بلوحين آخرين وكتابة الله لنفس الكلمات ونزول موسى بهما وجلد وجهه يلمع.   1 أصحاح (خروج34) 40 يوم
3 جمع تقدمات الشعب وتنفيذ خيمة الاجتماع وإقامتها.   6 أصحاحات (خروج35 إلى 40) 6 شهور
4 طريقة الاقتراب إلى الله وتقديم الذبائح والقرابين وقداسة الشعب.   27 أصحاح (كل سفر اللاويين) 30 يوم
5 إحصاء الشعب وموت ناداب وأبيهو وتنظيم حلول الشعب حول الخيمة وتعليمات حملها من مكان لآخر.  وعمل الفصح الأول في البرية.   10 أصحاح (من سفر العدد1 إلى 10) 20 يوم

جبل سيناء:

  1. ارتفاعه حوالي 2500م.  صعد عليه موسى خمس مرات (خروج19، 24، 34).
  2. بداية تدبير الناموس (1440ق.م) حيث وضع الشعب نفسه تحت عهد الأعمال، عندما قالوا «كل ما تكلم به الرب نفعل» (خروج19: 8)، وكأنهم لم يتعلموا شيئًا مما سبق.
  3. يقسم الرحلة إلى قسمين.  في الأول (خروج12-18)، نرى النعمة وهي تقود الشعب من الخلاص في البحر الأحمر وحتى الآن، والشعب محمول على أجنحة النسور (خروج19: 4).  والقسم الثاني (من ص19)، نرى الإنسان على حقيقته، وردّ هذا الشعب على معاملات النعمة.

الناموس (إقرأ خروج20)

ما لا يعطيه الناموس:

  1. الناموس لم يُظهر لنا مَن هو الله، في قصده ومحبته ونعمته من جهة الإنسان.
  2. الناموس لا يعطي الخلاص للإنسان الهالك، بل الخلاص بالنعمة «لأنكم بالنعمة مُخلّصون بالإيمان... ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» (أفسس2: 8، 9).
  3. الناموس لا يعطي التبرير، بل التبرير بالإيمان «إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرّر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح...» (غلاطية2: 16).
  4. الناموس لا يعطي الروح القدس، بل بعد الإيمان يسكن فينا «أ بأعمال الناموس أخذتم الروح أم بخبر الإيمان؟» (غلاطية3: 2).
  5. الناموس لا يعطي وراثة البركة «لأنه إن كانت الوراثة من الناموس فلم تكن أيضًا من موعد، ولكن الله وهبها لإبراهيم بموعد» (غلاطية3: 18).
  6. لناموس لا يعطي الحياة «لأنه لو أُعطى ناموس قادر أن يُحي...» (غلاطية3: 21)، ولكن «الذي يؤمن بالابن فله حياة أبدية» (يوحنا3: 36).
  7. الناموس لا يكمِّل الذين يتقدمون «لأن الناموس... لا يقدر أبدًا... أن يكمِّل الذين يتقدَّمون... لأنه (أي المسيح) بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدَّسين» (عبرانيين10: 1، 14).

وإن كان هذا فلماذا جاء الناموس؟  للأسباب الآتية:

 

  1. لكي نعرف به الخطية «لأن بالناموس معرفة الخطية» (رومية3: 20).  أي أن الخطية كانت موجودة، ولكنها لم تُعرَف أنها خطية وتعدي إلا بالناموس (رومية7: 7).
  2. لكي نعرف أن الخطية كثيرة «وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية» (رومية5: 20).
  3. لكي يُظهر موت الإنسان «وأما أنا فكنت بدون الناموس عائشًا قبلاً. ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمُتُّ أنا» (رومية7: 9).
  4. «فلماذا الناموس؟  قد زيد بسبب التعديات» (غلاطية3: 19).  النعمة هي الأصل، والناموس زيادة ليُظهر تعدّي الإنسان لحدودة.
  5. كان مؤدِّبًا للإنسان إلى مجيء المسيح، «إذًا قد كان الناموس مؤدِّبنا إلى المسيح» (غلاطية3: 24).

الناموس والنعمة:

الموت لمن لا يفعله (عبرانيين10: 28)، والنعمة تعطي حياة للميت (رومية5: 15-17)

اللعنة لكل من لا يثبت فيه (تثنية27: 26)، والمسيح افتدانا من لعنة الناموس (غلاطية3: 13)

ينتهي العهد القديم باللعنة (ملاخي4: 6)، وينتهي العهد الجديد بالنعمة (رؤيا22: 21)

الوصايا العشر:

الوصايا الأربع الأولى تتعلق بعلاقة الإنسان بالله:

الأولى تُعلن وحدانية الله.. فلا نُشرك به أحدًا.

الثانية تُعلن أن الله روح.. فلا يُرى في تمثال أو صورة.

الثالثة تُعلن قداسة الله.. فلا ننطق باسمه باطلاً.

الرابعة تُعلن صلاح وحنان الله.. إذ أراد أن يشارك الإنسان معه في راحته.

الوصايا الست الأخيرة تتعلق بعلاقة الإنسان بالقريب:

يبدأها بالخامسة وتتعلق بإكرام الوالدين، وينهيها بالعاشرة التي تُظهر فساد الإنسان الداخلي (الشهوة).

صديقي: هل تريد أن تتعامل مع الله بالناموس، أم أن يتعامل معك الله بالنعمة؟