اسم “هيرودس” معناه بطل، ولكنه كان هشـًّا ضعيفـًا أمام شهواته ونزواته، فانتهى للضياع. ولُـقـِّب بأنتيباس لتمييزه عن الكثيرين فى عائلته بذات اسم هيرودس.. وهو ابن هيرودس الكبير الذي قتل كل أطفال بيت لحم ليقضي على الطفل يسوع.
أما هيرودس أنتيباس فكان حاكمًا على الجليل وبيريه أيام المسيح، ولُـقـِّب برئيس الرُبع، أي رُبع مملكة اليهود، من عام 4ق.م - 39م. تزوج من ابنه الحارث ملك العربيه ثم طلـّقها ليتزوج هيروديا زوجة أخيه.
وكانت نهايته أليمه، حيث علم كاليجولا، قيصر روما، بتأمر هيرودس ضده مع ضابط رومانى اسمه سيجانوس؛ فاستدعاه كاليجولا للمحاكمة، ونفاه إلى فرنسا، ثم أسبانيا؛ حيث مات هناك.
حياة هيرودس في عبارات:
1. يفعل الشرور ويسمع الوعظ بسرور
في لوقا 3: 19، مرقس6: 20 قيل عن هيرودس «جميع الشرور التى كان هيرودس يفعلها». وليس غريبًا على قلب الإنسان البعيد عن الله أن يُخرج الشرور، لكن الغريب أنه، في الوقت ذاته، يستمع إلى وعظ يوحنا المعمدان بسرور!! هل كان يريد أن يخدِّر ضميره؟ أم إنه كان جائعًا لكلمه الله، ولكنه لا يطيعها مغلوبًا من شرِّه؟ أغلب الظنِّ كان الأمرين معًا؛ وهذا ما يكرهه الله الذي قال «لست أطيق الإثم والإعتكاف» (إشعياء 13: 1).
2. أشر الموجودين يذبح أعظم المولودين
انغمس هيرودس فى رذائله وخطاياه؛ حتى إنه أقام علاقه آثمه مع امرأه شريره اسمها هيروديا، وهي زوجه أخيه. وما أشر هذه الخطية - أعنى الزنا - قال عنها الحكيم سليمان «أ يأخذ إنسان نارُا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟... هكذا من يدخل على امرأة صاحبه. كل من يمسّها لا يكون بريئًا» (أمثال6: 27-29).
وحينما جاء إليه يوحنا المعمدان - الذي شهد عنه الرب نفسه أنه أعظم المولودين من بين النساء - وبَّخ هيرودس على هذا الشر. وبدل أن يرجع إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران؛ نجد هيرودس يذبحه إرضاءً لهيروديا التي طلبت رأسه على طبق؛ لتُسكت هذا الصوت الإلهي الذي يقلقها!!
3. عذاب الضمير يطارد الشرير
ما أرعب صوت الضمير وهيجانه داخل إنسان قاتل! حتى إنه يعيش تائهًا وهاربًا، أو يهرب ولا طارد (أمثال28: 1).
ففي إنجيل لوقا9: 7-9، عندما سمع هيرودس عن يسوع، يقول الكتاب إنه ارتاب، ظانًا أن يوحنا المعمدان قام من الأموات!! وماذا سيفعل معه؟ اسمعه يهذي قائلاً «يوحنا أنا قطعت رأسه»!!! وبدلأ من أن يختار ذا المسيح ملجأً له فيستريح، أراد قتل الرب يسوع هو الآخر(لوقا13: 31)!!
عزيزي لقد مات هيرودس بضمير معذب لأبد الآبدين؛ لكننى أرجوك أن تأتي، بضميرك الذي أثقلته الخطية، إلى المسيح الذي بدمه يطهِّر ضمائرنا، فيتم لك القول «مسامحًا لكم بجميع الخطايا» (كولوسي2: 13)، ويكون لك سلام مع الله بربنا يسوع المسيح (رومية5: 1).
4.هيرودس الأثيم يحتقر المسيح العظيم
وكانت الفرصة الأخيرة لهيرودس لينجو ويخلص ويتطهر من خطاياه، يوم أن جاء إليه شخص المسيح، وعلى رأسه إكليل من الشوك، ليُحاكَم أمامه (لوقا23: 8). وحينما رأه هيرودس فرح جدًا، لا لأنه يريد أن المسيح يخلـِّصه ويطهِّره، لا بل تمنّى أن يرى أعجوبه يصنعها يسوع أمامه ويتسلى بها!! لكن المسيح لم يأتِ ليسلـّي الناس بل ليخلـِّص ما قد هلك. لذا صمت المسيح أمامه. والنتيجه أن هيرودس احتقره مع عسكره واستهزأ به!! رفض المخلِّص، واحتقر خلاصه؛ فذهب إلى لجحيم الأبدي.
عزيزي.. ليس لهيرودس الزاني فرصة للتوبة والخلاص الآن، فقد فات بالنسبة له الآوان. لكن لك أنت فرصة، رغم أن شرورك قد لا تقلّ عنه. لك أتوسل إليك أن لا تستهين بغنى لطف الله.. بل تعالَ بـخطاياك وضميرك المتعَب وفعلتك الأثيمة.. تعال تائبًا طالبًا غفرانه، وهو مستعد لقبولك وخلاصك الآن. الله الـمحب ينتظرك «الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم» (2كورنثوس5: 19). يقول عنه ميخا «من هو إله مثلك: غافر الإثم، وصافح عن الذنب... يعود يرحمنا، يدوس آثامنا» (ميخا7: 18، 19).. فهل تأتي إليه الآن؟
أرجوك لا تكن مثل هيرودس..