هل تحب أن تستمع إلى طبيب شاب، يهودي الأصل، يحكي قصة تعرّفه بالمسيح؟!
نعم بالتأكيد؟! إذًا فاسمعه:
كنت أمُرُّ مع أحد الزملاء المسيحيين على المرضى في أحد عنابر المستشفى، كنا نفحص كل حالة معًا بتدقيق شديد.
وعند أحد الأسِرَّة توقّفنا. كانت المريضة سيدة مسنة هادئة، ترقد في سلام واطمئنان عجيبين. بعدما فحصنا الحالة والأشعات جيدًا، انتهينا إلى أنها حالة ميئوس منها تمامًا، وأنها في طريقها إلى موت محقّق.
تعجّبت عندما ابتسم زميلي في وجهها مطمئنًا، قائلاً لها: ”لا تخافي! إن حالتك لا تدعو إلى القلق إطلاقًا، وستستعيدين صحتك قريبًا“.
ابتسمت السيدة وهي تقول بروح مرتفعة ”لست خائفة على الإطلاق يا سيدي. إنني أشعر بسلام كامل“.
انتحيت بزميلي جانبًا وسألته عن سبب كلامه المغلوط بالنسبة لحالة السيدة؛ فأجابني: ”لا أعرف لماذا قلت لها هذا الكلام، ربما لأنني شعرت بخسارة كبيرة لو أنني افقدتها هذا السلام الذي تتمتع به“.
لم اقتنع بكلام زميلي، وشعرت أنه من واجبي أن أخبرها بالحقيقة على أيّة حال. ومع أنني كنت أشعر بالتأثر لحالها، إلا أنني عندما فحصتها في اليوم التالي قلت لها: ”سيدتي.. لا بد أن تعرفي أن نهايتك قريبة“.
ولعجبي أشرق وجهها بفرح غريب، وقالت وهي تبتسم ابتسامة الرضا ”أخيرًا! إني أتوق لهذه اللحظة التي أرى فيها فاديَّ ومخلِّصي“.
رثيت لحالها، فهي لا تعلم - من وجهة نظري - أنها ذاهبة إلى الجحيم لا محالة. قلت لها متأثرًا: ”هل من خدمة أقدِّمها لك؟“.
قالت على الفور: ”تحت وسادتي يوجد العهد الجديد من الكتاب المقدس، هل يمكنك أن تقرأ لي فصلاً منه؟“.
لم تكن تعلم أنني يهودي، وأنا لم أخبرها. ومع أنني تضايقت من طلبها، إلا أنني لم أُرِد أن أرفض لها طلبًا وهي على حافة الموت. فأخذت الكتاب، وقرأت لها فصلاً منه.
تكرّرت زيارتي اليومية للسيدة، وكنت كلما زرتها ألبّي طلبتها، فأقرأ لها فصلاً من الكتاب المقدس، وأنا أشعر بالحزن من أجلها لأنها وضعت ثقتها في الكتاب المقدس.
وذات يوم توجَّهت إلى حجرة مريضتي، فأخبرتني الممرضة أنها قد فارقت الحياة.
ثم أضافت: ”لقد طلبت مني أن أهدي كتابها المقدس إلى الطبيب الذي يقوم بزيارتها يوميًا ويقرأ لها فصلاً من الكتاب المقدس“.
شعرت بتأثر عميق، وأخذت الكتاب شاكرًا. وقرّرت أن أقرأه من أجل خاطر السيدة التي تركت شخصيتها الرائعة أثرًا كبيرًا في نفسي. في ذلك اليوم مساءً، فتحت الكتاب وبدأت القراءة.
ما أن قرأت السبعة عشر عددًا من إنجيل متى الأصحاح الأول، أي سلسلة نسب المسيح، حتى أدركت بيقين شديد أن المسيح هو المسيا الموعود. شعرت بضربات قلبي تشتد وتزداد سرعة؛ إنه هو هو بلا شك المسيا المنتظر، فيا للهول! لقد صلبناه بأيدي أثمة.
بدأت أدرك، عندئذ، بالروح القدس، قصد الله من ذبيحة المسيح. أكملت القراءة لبعض الوقت، ولكنني لم أستطع أن استمر، فقد جثوت على ركبتي، وبإيمان حقيقي وُلد في قلبي، صرخت بدموعٍ إلى الرب يسوع المسيح، معترفًا به ربًّا ومسيحًا، طالبًا منه غفرانًا لخطاياي.
عزيزي القارئ: إن كنت قد سردت لك قصة تعرّفي بالمسيح، لكنني اعتذر عن عدم استطاعتي أن أصف لك فرحي وسعادتي بمخلّصي وحبيبي وفاديَّ الكريم.
قدمتها