السفير هو مُرسل رسمي من ملك بلد أو حكومتها إلى بلد آخر لينقل إليها رسالة ما. وهو يمثل هذه البلد تمام التمثيل وهو شخص ذو مقام عالٍ، بل إن مقامه من مقام ملك البلاد التي أرسلته؛ حتى أن الإساءة إليه تستوجب الرد الرادع (2صموئيل 10). ويمكنه مناقشة أي أمر ويؤخذ رأيه على أنه رأي بلاده. ويسمى أيضًا ”رسولاً“ في العهد القديم بصفة خاصة، والذي نقرأ فيه عن مثل هذه السفارة كثيرًا. وكان الرُسل يرسلون أفرادًا أو جماعات.
ونقرأ عن سفارات لأغراض متعددة مثل: طلب المرور في الأرض أي الحصول على تأشيرة دخول البلاد بلغة اليوم (عدد20: 14-17). لطلب المعونة الحربية (2ملوك16: 7). لإعلان النوايا الحربية أو التهديد بالحرب (2ملوك18: 17؛ 2أخبار35: 21). للدعوة للاستسلام (2ملوك20: 1-6). لطلب الصلح (لوقا14: 31، 32). لنقل المشاعر الحسنة (2صموئيل10: 2). للتهنئة بتولي الملك (1ملوك5: 1). للسؤال عن ملك مريض والتهنئة بشفائه (2ملوك20: 12). للسؤال عن أحداث غير معتادة (2أخبار32: 31)
وللأسف، نقرأ - بلغة رمزية - عن الرب، الذي هو «الشريف الجنس»، وكيف أن «أهل مدينته كانوا يبغضونه، فأرسلوا وراءه سفارة قائلين: لا نريد أن هذا يملك علينا». فهل قارئي العزيز من أولئك الرافضين مُلك المسيح على حياتهم؟ إن كان الأمر كذلك فليتك تقرأ نهاية القصة لتتحذر؛ لقد عاد الشريف الجنس في مجده وقوته، وقال «أما أعدائي أولئك، الذين لم يريدوا أن أملك عليهم؛ فأتوا بهم إلى هنا، واذبحوهم قدامي» (لوقا19: 12-14، 27).
أما بالنسبة للمؤمن الحقيقي، فإن السماء موطنه (فيلبي3: 20)، وهو هنا على الأرض يحمل رسالة إليها. ولهذا اعتُبر رسل المسيح سفراء عنه، حاملين رسالة الإنجيل، فقال بولس عن نفسه، حتى وهو في السجن: «لأعلِّم جهارًا بسرّ الإنجيل، الذي لأجله أنا سفير في سلاسل» (أفسس6: 19، 20). ونستطيع أن نقولها معه أيضًا: «أن الله كان في المسيح مصالحًا العالم... وواضعًا فينا كلمة المصالحة. إذًا نسعى كسفراء عن المسيح؛ كأنّ الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله» (2كورنثوس5: 19، 20).
يقول الحكيم: «السفير الامين شفاء» (أمثال13: 17)؛ فليتنا نكون سبب شفاء لكثيرين من داء الخطية العضال.