طلبة البار تقتدر

يحكي “هنري بيشر” عن أيام كان فيها يعمل في مزرعة لأبيه في إحدي الولايات الأمريكية، قائلاً:

كنت أسكن مع عامل من العمال في غرفة واحدة أُعطيَّت لنا في المزرعة. وكنت أراقب هذا الرجل وهو يصلّي ويقرأ الكتاب المقدس. وكنت أندهش وأتساءل في داخلي عن سبب حماسه لهذين الأمرين، وأيضًا عن سبب متعته في ذلك. كان يبدأ بقراءة كتابه المقدس، ونادرًا ما كان يشعر بوجودي في الغرفة. ومن ثم، كان يصلي ويسبِّح، والسعادة ظاهرة جدًا عليه. كم أثّرت فيَّ تصرفات هذا الرجل. لكن الحقيقة إن ما أثر فيَّ أكثر هو سروره وبهجته عند قراءته وتأمله في كلمة الله، وأيضًا عندما كان يصلي. كل هذا قادني إلى إدراك وجود فيض من السرور والبهجة لا ينتهي ولا يوصف، وهو أيضًا عجيب عند ممارسة هذه الأمور.

أحبائي، هكذا قال داود في المزامير «كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي، وَبِشَفَتَيْ الاِبْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي» (مزمور63:5).

إلا أن الصلاة أيضًا، الصادرة من الأبرار، تقتدر كثيرًا في فعلها، وهذا ما تُعلمه لنا كلمة الله:

  1. يوجد من صلى فامتنعت الأمطار، وصلَّى أيضًا فهطلت. إنه إيليا «كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا» (يعقوب5: 17، 18).
  2. إيليا أيضًا، بعدما بنى المذبح وعمل قناة حوله، ورتَّب الحطب وقطَّع الثور ووضعه على الحطب، وملأوا القناة التي حول المذبح باثنتي عشر جرة ماء، وكان عند إصعاد التقدمة أن إيليا صلى صلاة قال فيها: «اسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هَذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلَهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعًا» (1ملوك18: 37 )؛ فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التي في القناة.
  3. أليشع صلى لكي يفتح الرب عيني غلامه الخائف من جيش آرام والخيل والمركبات المحيط بالمدينة، ففتح الرب عيني الغلام فأبصر، وإذا الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول أليشع. وصلى أليشع أيضًا لكي يضرب الرب جيش أرام بالعمى، فضربهم الرب كما طلب، ثم بعدها صلى لكي يفتح الرب عيونهم، ففتح الرب أعينهم (2ملوك 6: 14-20).
  4. عندما وقف نحميا أمام الملك أرتحشستا، وفي أثناء الحديث سأله الملك: ماذا طالبٌ أنت؟ لم يُجِب نحميا باستعجال، لكنه صلّى إلي إله السماء ثم تكلم إلى الملك، فأعطاه الملك حسب يد إلهه الصالحة عليه (نحميا2:1-5).
  5. آسا الملك، خرج عليه زارح الكوشي بجيش قوامه مليون جندي ومعهم ثلاث مئة مركبة، وصلى آسا قائلا للرب: «أيُّهَا الرَّبُّ، لَيْسَ فَرْقًا عِنْدَكَ أَنْ تُسَاعِدَ الْكَثِيرِينَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ. فَسَاعِدْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا لأَنَّنَا عَلَيْكَ اتَّكَلْنَا وَبِاسْمِكَ قَدُمْنَا عَلَى هَذَا الْجَيْشِ. أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْتَ إِلَهُنَا. لاَ يَقْوَ عَلَيْكَ إِنْسَانٌ» (2أخبار14:11)، فضرب الرب الكوشيين وهربوا، وطردهم آسا حتي لم يكن لهم حي.
  6. عندما لم يتطهر كثير من الشعب وأكلوا الفصح، ليس كما هو مكتوب، إلا أن حزقيا صلى عنهم قائلا: «الرَّبُّ الصَّالِحُ يُكَفِّرُ عَنْ كُلِّ مَنْ هَيَّأَ قَلْبَهُ لِطَلَبِ اللَّهِ الرَّبِّ إِلَهِ آبَائِهِ، وَلَيْسَ كَطَهَارَةِ الْقُدْسِ» (2أخبار30: 18، 19). فسمع الرب لحزقيا وشفى الشعب.
  7. يعبيص دعا الله قائلاً: «لَيْتَكَ تُبَارِكُنِي، وَتُوَسِّعُ تُخُومِي، وَتَكُونُ يَدُكَ مَعِي، وَتَحْفَظُنِي مِنَ الشَّرِّ حَتَّى لاَ يُتْعِبُنِي» (1أخبار4: 10). فأتاه الله بما سأل.

أحبائي..

هذه بعض استجابات الصلاة في الكتاب المقدس، ويعوزنا الوقت أن نتكلم عن حنة أم صموئيل (1صموئيل1)، ويهوشافاط (2أخبار20)، وحزقيا (إشعياء37)، وبطرس عندما أقام تلميذة في يافا اسمها طابيثا (أعمال9)، والكنيسة عندما كانت مجتمعة في بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، حيث كانوا مجتمعين للصلاة من أجل بطرس (أعمال12).ألا نثق فيه؟ فهو الغارس الأذن الذي يسمع حتى أنَّات قلوبنا، وهو قدير، يستطيع استجابة صلواتنا.

فلنثق أن استجابات الله هي دائمًا أفضل من صلواتنا.