هو الذي يعمل في تشكيل النحاس، باستخدام الصهر والطرق والحفر، وذلك لإنتاج المشغولات النحاسية. وكان أول من اشتهر بالعمل في النحاس هو توبال قايين (تكوين4: 22)، وهو من نسل قايين، وجميعهم لم يكونوا في صف الله.
ومن أهم المصنوعات النحاسية كان تلك الحية النحاسية التي أمر الرب موسى أن يعملها، والتي كانت سبب خلاص كثيرين وصورة للرب يسوع على الصليب (عدد21: 6-9؛ يوحنا3: 14-16). فهل تمتع قارئي بهذا الخلاص العظيم؟
كما أنه كان من أشهر المصنوعات النحاسية بعض مكونات خيمة الاجتماع والهيكل، كالمرحضة ومذبح المحرقة والأواني وغيرها (اقرأ خروج25-29). ومن أشهر من عملوا نحاسين هما اثنين،
واحد عمل في خيمة الاجتماع؛ «وكلم الرب موسى قائلاً: انظر. قد دعوت بصلئيل بن أوري بن حور من سبط يهوذا باسمه. وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات ليعمل في... النحاس... ليصنعوا كل ما أمرتك» (خروج31: 1-6؛ 35: 30-32).
والآخر عمل في الهيكل «حيرام من صور؛ وهو ابن امراة أرملة من سبط نفتالي، وأبوه رجل صوري نحّاس، وكان ممتلئًا حكمةً وفهمًا ومعرفةً؛ لعمل كل عمل في النحاس» (1ملوك7: 13، 14).
ويا لها من دروس رائعة لكل من يريد أن يعمل عملاً يرضي الله، نتعلمها من هذين الرجلين العظيمين:
فنحن نحتاج الحكمة لنفعل كل شيء حسنًا في الوقت المناسب، بالطريقة المناسبة. كما يعوزنا الفهم والمعرفة فلا نعمل بالجهل. والحكمة والفهم والمعرفة هم عطية الله لنا المذخرة لنا في شخص المسيح (كولوسي2: 2، 3). فلنطلب منه إذًا، وهو يعطي بلا حدود (يعقوب1: 5).
كذلك لنعلم أن ملء الروح القدس هو أهم أسباب نجاح أي شيء نفعله لله، فلننقي أنفسنا من كل ما يعيقه، ولنترك القيادة له ليعمل فينا ما يرضي.
وفي حين عمل بصلئيل وحيرام ما يرضي الله، نقرأ في العهد الجديد عن نحّاس شرير اسمه اسكندر أظهر شرورًا كثيرة للرسول بولس وقاوم عمل الله (2تيموثاوس4: 14، 15).
فليست المهنة أو ما نعمله هو ما يرضي الله، بل ما في القلب. فليت قلوبنا تمتلئ دائمًا بالرغبة في إكرام الله