الإعصار قادم


من سلسلة: قصة

8 سبتمبر 1900، تاريخ لا يُنسَى في حياة مدينة جلافستون بولاية تكساس بأمريكا. في ذلك اليوم تحقق سكان البلد والمنطقة المحيطة بها أن التحذير الذي تلقُّوه خلال الأيام الماضية كان حقيقيًّا. ففي خلال ساعات قليلة كان الإعصار قد وصل إلى المنطقة ليدمرها ويُخلف خلفه 12 ألفًا من القتلى، في واحدة تُعَد من أسوأ الكوارث الطبيعية في الولايات المتحدة في القرن العشرين. لم يأخذ سكان المنطقة التحذير بأن «الإعصار قادم» على محمل الجد، معتقدين أنه سيمكنهم التعامل معه كما سبق وواجهوا عواصف سابقة، على اعتبار أن هذا الإعصار لن يفرق عما قبله. وربما اعتقد بعضهم أنه حتى لو كان الإعصار شديدًا فستكون لهم فرصة للنجاة في اللحظة الأخيرة، الأمر الذي لم يحدث؛ فعندما وصل الإعصار كان الوقت متأخرًا للغاية.

في صباح الاثنين 24 أغسطس 1992، شعر سكان جنوب فلوريدا بقدوم «الإعصار أندرو»، والذي يُعَد ثالث أقوى إعصار في القرن العشرين. وبتتبع بداياته البسيطة التي بدأت قبل عشرة أيام، أمكن تحديد توقيته وقوته بدقة قبل وقوعه. وعندما تلقى سكان المنطقة التحذير: «الإعصار قادم»، قام الملايين بإخلاء المنطقة في أسرع وقت. لذا، ورغم الخسائر المادية الجسيمة للإعصار، إلا إن عدد الضحايا كان أقل من المتوقع بكثير، فقد بلغ 50 شخصًا فقط!

هل أدركتَ الفرق يا عزيزي؟! نعم، إنه في الاستجابة للتحذير!

يُخبرنا الكتاب المقدس عن «الغضب الآتي»، «غضب الله مُعلَن من السماء على جميع فجور الناس وإثـمهم»، الذي حين يجيء «يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف»، سيقولون «للجبال والصخور: اسقطي علينا، وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف» (اقرأ متى3: 7؛ رومية1: 18؛ 5: 9؛ 1تسالونيكي1: 7-10؛ رؤيا6: 14-17).

ويخبرنا أيضًا عن مكان الاختباء منه؛ في شخص المسيح، الذي قيل عنه بالنبوة: «كمخبأ من الريح وستارة من السيل» (إشعياء32: 2)، فُلْك النجاة من الغضب (تكوين6).

لكن يخبرنا الكتاب أيضًا أن «الكثير التوبُّخ (أي الذي ينذرونه كثيرًا) المُقَسِّي عنقه (أي يُكابر ويُعاند) بغتةً (فجأةً) يُكسَر ولا شفاء» (أمثال29: 1).

فما موقفك؟! هل تسمع التحذير وتلجأ للحِمَى؟ أم تُكابِر وتتجاهل، فتهلك؟!

«الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله» (يوحنا3: 36).