أمور الله لا يجاوَب عنها


من سلسلة: بأقلام القراء

العتاب

لماذا الشكوى لماذا الخصام
لماذا تدير الوجهَ بعيدًا
هل تظن أني قسوتُ
أم ضننتُ عليك قليلاً

إن أموري لا يُجاوَب عنها
لكن جوابي عن كل أمرٍ
سلم أمورك في صمتٍ وصبرٍ
وثق أن الأمور تسير

يكفيك تعلم أني لأجلك
أخفيتُ ثوبَ المجد البهي
حملتُ صليبَ العار المهين
أسكتُّ كلَّ عجيج الغضب
  وكل أموري بحكمة تُزانْ
وقلبي يفيضُ بنبع الحنانْ
أو منعتُ خيرَ الزمانْ
وحملت يديَّ إليك الهوانْ

بمرآى العين وسمعِ الأذانْ
لستَ تفهم أنت الآنْ
فأمرك بين يديَّ يُصانْ
للخير مهما بدا للعِيانْ

جئتُ إليك في ملءِ الزمانْ
نزلتُ إليك لأدنى مكانْ
وسَمَّرت بالعدا تلك اليدانْ
أطفأتُ كل لهيب النيرانْ

الجواب

أخطأتُ إلهي حين سألتُ
حين رفعتُ وجهي إليك
حين وجَّهتُ إليك اتهامي
ولستُ أعلم أنك تفعل

هبني إلهي أسير طريقي
لن أعود للشكوى منك
لكني سوف أُسَبِّح اسمك
فأنت قدير لا تخطئ أبدًا
  حين انحمقتُ بكلِّ الكِيانْ
بصوتِ اللومِ وشكوى اللسانْ
بدون دليل ودون بيانْ
ذاك لخيري في كل آنْ

في كلِّ وقتٍ بعينِ الإيمانْ
فقد برأتُ وشُفي الكِيانْ
ويعلو هتافي وحمدُ اللسانْ
ولا يعتريك ظلُّ دورانْ
هاني نبيل – دير البرشا