البطريق مع أنه يُعَد من الطيور لكنه غير قادر على الطيران بالمرة، وعلى العكس من ذلك فهو سباح ماهر.
يعيش في المناطق الباردة من العالم، وخاصة القطبين الشمالي والجنوبي. حيث يتجمع في أعداد هائلة، قد تصل إلى مئات الألوف. ومنها الصغير جداً، الذي يزن حوالي 4 كجم، والكبير جداً، الذي يزن حوالي 46 كجم، ويسمّى الامبراطوري أو الملكي. والبطريق يستعمل أجنحته القوية كمجاديف تساعده على السباحة والغوص العميق. وقد وهبه الله القدرة على التغذي على المياه المالحة والجليد والكائنات البحرية المختلفة.
ومعظم أنواعه يضع بيضه في الأجواء الباردة جداً، حيث درجات الحرارة تصل إلى 60ْم تحت الصفر، وعندما تضع الأنثى البيضة يتسلمها الذكر، فيضعها بين قدميه ويغطيها بجلده الناعم، ويظل واقفاً عليها لا يأكل أو يشرب لمدة قد تصل إلى ثلاثة شهور، مهيِّئاً لها الجو الدافئ الآمن. أليس هذا عجيباً؟! إن ذلك يذكرنا بإلهنا المحب الذي يعتني بنا كما قال «المحَمَّلين عليَّ من البطن، المحمولين من الرحم» (إشعياء46: 3).
أما الأنثى فتذهب بعيداً لتحصل على طعامها، ولكنها تعود في وقت فقس البيضة لتقوم بتغذية البطريق الصغير. من أين لها بهذه المعرفة؟ من عند الإله القدير الذي يعطي الحكمة والمعرفة الصحيحة، وكأنه ينطبق على البطريق الأم المكتوب «قلب الحكيم يعرف الوقت... لأن لكل أمر وقتاً» (جامعة8:5 ،6).
وعندما تأتي الأم لإطعام صغيرها يذهب الأب لتعويض ما فقده من وزن خلال إحتضانه للبيضة، ثم يعود بعد أسبوعين ليتبادل تغذية صغيره مع الأم، ولا يتركان الصغير حتى يصبح قادراً على الإعتماد على نفسه في كل شيء. يا لها من رعاية فائقة! وعلى قياس أعظم نجد رعاية إلهنا العظيم، الذي ترنم عنه يعقوب قديماً قائلاً: «الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم» (تكوين48: 45).