من هو
* هو آخِر ملك تقي تبوأ عرش مملكة يهوذا، قبل أن يسبيهم ملك بابل، وكان هذا حوالي سنة 634 ق.م.
* جاءت عنه نبوة قبل ميلاده بحوالي 300 سنه، ذُكر فيها اسمه، وما سيفعله بالتحديد (1ملوك 13: 2 )، وقد تمّت كلمات النبوة بحذافيرها، إذ لا يمكن أن تسقط كلمة واحدة من أقوال الله.
* ملك في سن الثامنة، ومات في سن التاسعة والثلاثين، ورغم صغر سنه إلا إنه ترك أثراً عظيماً في المملكة. «وأزال يوشيا جميع الرجاسات من كل الأراضي التي لبني إسرائيل، وجعل جميع الموجودين في أورشليم يعبدون الرب إلههم. كل أيامه لم يحيدوا من وراء الرب إله آبائهم» (2أخبار34:33).
* كان معاصراً للنبي إرميا (إرميا 1: 2 ). وكان كل منهما صغيراً في السن، إلا إن الرب قصد أن يستخدمهما في أعظم المهام، رغم شر الأيام وتردي الشعب في عبادة الأوثان.
* معني اسمه: "الذي يعضّده الرب". وقد كانت يد الرب معه بصورة ملحوظة، فأمكنه أن يُطهِّر المملكة من العبادة الوثنية، وأن يرمِّم بيت الرب، وأن يقود الشعب لطاعة الشريعة، ثم أن يعمل فصحاً للرب لم يُعمَل مثله من أيام صموئيل النبي (من قبل حوالي500 سنه).
* لخّص الوحي حياته في عبارة مؤثرة جديرة بالتأمل «ولم يكن قبله ملك مثله قد رجع إلي الرب بكل قلبه وكل نفسه وكل قوته حسب شريعة موسى، وبعده لم يَقُم مثله» (2ملوك 23: 25 ).
تواريخ هامة في حياته
* في سن السادسة عشرة: ابتدأ يطلب إله داود أبيه.
كان ما يزال فتى، واتجه نحو الرب راغباً في معرفته ومشتاقاً للعلاقة معه، بل أراد أن يعبده ويكرمه كما فعل جده الأول داود. وبهذا وضع الأساس المتين لكل إنجازاته التالية. وقد أكرمه الرب وتمّم معه وعده: «تطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلبكم، فأوُجد لكم يقول الرب» (إرميا 29 :13 ،14)
* في سن العشرين: ابتدأ يطهِّر المملكة من الأوثان.
امتلأ قلبه بالغيرة لله، ولم يحتمل أن يرى العبادة الوثنية وقد استشرت في المملكة، فبدأ التطهير الشامل منها «ابتدأ يُطهِّر يهوذا وأورشليم من المرتفعات والسواري والتماثيل والمسبوكات. وهدموا أمامه مذابح البعليم، وتماثيل الشمس التي عليها من فوق قطّعه،ا وكسّر السواري والتماثيل والمسبوكات ودقّها ورشّها علي قبور الذين ذبحوا لها. وأحرق عظام الكهنة علي مذابحهم، وطهَّر يهوذا وأورشليم» (2أخبار43:3-5).
إن النتيجه التلقائيه للعلاقة القلبية مع الرب هي رفض كل صنم واستبعاد كل معبود. إن يسوع المسيح هو الإله الحق والحياة الأبدية، وهو لا يحتمل أن يشاركه في القلب غرض آخر. لذا يقول الكتاب «أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام» (1يوحنا 5: 12).
* في سن السادسه والعشرين: ابتدأ يرمم بيت الرب.
دبفطنة روحية اتجه لترميم بيت الرب، بعد أن طهَّر الأرض. وكان هذا هو الترتيب الصحيح، فلا يمكن عبادة الرب والأوثان تملأ الأرض. وقد أدرك يوشيا أهمية هيكل الله، فلذا أولى بيته اهتماماً خاصاً.
وفي أثناء الترميم تم العثور على نسخة من سفر الشريعة (أسفار موسى الخمسة). وبمجرد أن سمع الملك كلمات الشريعة مزّق ثيابه، وأرسل يسأل الرب من جهة القضاء المُعلَن فيها. وجاءته إجابة الرب بواسطة خلدة النبيه: «من أجل أنه قد رَقَّ قلبك، وتواضعْت أمام الله حين سمعت كلامه. على هذا الموضع وعلى سكانه، وتواضعت أمامي ومزّقت ثيابك، وبكيت أمامي يقول الرب، قد سمعت أنا أيضاً...» (2أخبار34 :27 ،28).
ونتيجة لذلك أرسل الملك وجمع قادة الشعب، وكل الشعب من الكبير إلي الصغير، وقرأ بنفسه كلمات الشريعة. ثم وقف الملك وقطع عهداً أمام الرب للذهاب وراء الرب، ولحفظ وصاياه وشهاداته وفرائضه بكل قلبه وكل نفسه ليعمل كلام العهد المكتوب في سفر الشريعة.
* وفي سن التاسعة والثلاثين: انتهت حياته.
لقي يوشيا حتفه في معركة مجدو التي لم يدعُه الرب إليها، بل حذره من الدخول فيها. وربما نتساءل: لماذا يموت هذا الملك العظيم شاباً؟
لقد رأي الرب في حكمته أن يضمّه قبل وقوع القضاء الرهيب، و تمّم الرب وعده له: «هأنذا أضمك إلي آبائك فتضم إلى قبرك بسلام... وكل الشر الذي أجلبه على الموضع وعلي سكانه لا ترى عيناك» (2ملوك 22 :20).