تعودّت أنا وطلاب الثانوية العامة الخمس، أن نقرأ أصحاحاً من الكتاب المقدس فى حصة الدين.
وفى أحد الأيام كانت القراءة فى إنجيل يوحنا والأصحاح الأول وتوقفنا عند الآية 21 وهى تقول «وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه». وشعرت بإلحاح شديد أن أوجّه سؤالاً قد يبدو صعباً وغريباً، إلا أننى صممت أن أسأله لهم واحداً فواحداً.
فسألت الطالب الأول وكان معروفاً ببلطجته واستباحته فى المدرسة؛ وقلت له بلغة بسيطة: الله يقربلك إيه؟ فأجاب: ما يقربليش
ثم جاء دور الطالب الثانى ووجهت له نفس السؤال. فأجاب: مش عارف
ثم الطالب الثالث، فأجاب: الله يبقى أبو الناس كلها.
أما الطالب الرابع: فتهته ولم يُجب بشئ.
إلى أن وصلت إلى آخرهم وكانت طالبة اسمها مرثا، وكنت أقوم بتدريسها التربية الدينية للسنة الثالثة على التوالى، وكانت تعشق الترانيم حتى أنها جمعت ما لا يقل عن مائة ترنيمة وكتبتها بخطها، فوضعت يدى على قلبى وأنا أقول لنفسى، يا حسرتى لو كان الله مازال غريباً على مرثا أيضاً. ثم سألتها: الله يقربلك إيه يا مرثا؟
فابتسمت وكان وجهها يلمع وكأنه يشع نوراً مَحَى الغيوم السابقة، وبلغة الواثق المتيقن، أجابت: الله يبقى بابا يا أستاذ.
فسألها أحد زملائها: وكيف حدث ذلك؟
أجابت: لقد تصالحت مع الله عندما قبلت المسيح مخلصاً لى فصار الله أبى ومن يومها وأنا أتمتع ببنوته ومحبته.
أيها الأعزاء .. لقد قبلت مرثا المسيح فصار الله أبوها .. وأنتم أيضاً الفرصة أمامكم فهل تستغلونها؟