هو أول قائد حربي يذكر في الكتاب المقدس
هو أحد اثنين دخلا أرض كنعان من جميع الرجال الذين خرجوا من أرض مصر
هو واحد من قلائل ظهر لهم الرب ظهوراً شخصياً في العهد القديم
هو صاحب العبارة الكتابية الشهىرة «أما أنا وبيتي فنعبد الرب»
من هو يشوع؟ هو الذي قاد الشعب بعد موت موسي وأدخلهم إلى أرض كنعان. وقد كُتِب سفر باسمه في العهد القديم، وهو السفر الذي يتصدر قائمة الأسفار التاريخية التي تصف تاريخ شعب إسرائيل، والتي ترد بعد أسفار موسي الخمسة
وهو ابن نون ابن إلىشمع (1 أخبار الأيام 7: 26، 27)، من سبط إفرايم (عدد 13: 8). ويذكر لأول مرة في الكتاب في خروج 17: 9 عندما أتي عماليق وحارب شعب إسرائيل. ونراه كقائد حربي لكن من شواهد أخرى يمكن أن نتعرف بشخصيته
يشوع الغلام
«كان يكلم الرب موسي وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه. وإذا رجع موسي إلى المحلة كان خادمه يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة» (خروج 33: 11). كان يشوع شاباً صغيراً عندما ارتبط بموسي رجل الله العظيم الذي كان يكبره سناً وفهماً واختباراً. ومن الأمور الهامة جداً لكل شاب مؤمن يريد أن يتعلم من الرب ويتدرب في خدمة الرب أن يرافق شخصاً آخر أكثر تقدماً عنه روحياً وأكثر خبرة منه في الخدمة وأن يتعلم منه ويتدرب علي يديه. وفي الكتاب أمثلة كثيرة لترافق الشبان مع الشيوخ ومنها إلىشع مع إيليا. وتيموثاوس مع بولس
يشوع الشاب كان خادماً لموسي الشيخ - كان ملازماً ومعاوناً له - وهذه تركت أعمق الإنطباعات في يشوع بعد ذلك. فصُحبته لموسي علمته الكثير من طرق الله ومعاملاته. هكذا بدأ خدمته؛ ولا شك أنها كانت خدمة بسيطة لكنها لازمة وأساسية. إن كل خدمة للرب نقوم بها في بداية حياتنا تؤهلنا لأعمال أعظم أعدها الرب لنا بعد ذلك فهذا الخادم لموسي جاء وقت وصار القائد العظيم بعد موسي. بل هذا الشاب الخادم كان هو نفسه القائد الحربي الذي قاد الشعب في الحرب ضد عمإلىق. ثم لقد تدرب علي الصبر والانتظار، فهو لم يكن يترك الخيمة طالما كان موسي مشغولاً داخل المحلة؛ وعدم مغادرته الخيمة - حيث مكان تلاقي الرب مع كل شخص يريد أن يطلبه - ترينا أنه كان شاباً تقياً يحب العيش قريباً من الرب ويهوي الوجود في حضرته. لقد كان مكانه المعتاد هو حيث حضور الرب، هل يا صديقي الشاب مكانك المعتاد هو محضر الرب؟ أم أن وجودك في الإجتماع أمراً نادراً؟
يشوع الخادم قَبِلَ أن يأخذ مركزاً أقل من موسي طالما رتب الله أن يكون موسي هو الشخصية البارزة وهو لم يشعر بالضيق إذ راي أن موسي هو وحده الذي يكلمه الله، بل لما دعا الله موسي ليعطيه لوحي الحجارة المكتوب عليها الوصايا العشر يقول الكتاب : «فقام موسي ويشوع خادمه. وصعد موسي إلى جبل الله» (خروج 24: 13). صعد بمفرده. وكان علي يشوع أن يبقي أسفل الجبل ولم يتضايق يشوع من هذا. وهل تعلم كم قضى من الوقت وهو أسفل الجبل؟ لقد قضى أربعين نهاراً وأربعين ليلة في انتظار عودة موسي من رأس الجبل. لم يتبرم من طول الفترة ولم يترك أيضاً مكانه الذي تركه فيه موسي ربما كانت فترة امتحان وتدريب له وكان امتحاناً صعباً لكنه نجح فيه. إن التأني والصبر من أكثر الصفات التي يحتاج إلىها الشباب إذ هى ضد الاندفاع والتهور التي كثيراً ما تظهر في هذه المرحلة من العمر.
يشوع المحارب
«وأتي عمإلىق وحارب إسرائيل في رفيديم. فقال موسي ليشوع انتخب لنا رجالاً واخرج حارب عماليق ففعل يشوع كما قال موسي ليحارب عمإلىق ... فهزم يشوع عمإلىق وقومه بحد السيف» (خروج 17: 8- 13). هنا نري يشوع الجندي المحارب ولا شك أنه استرعي انتباه موسي حتى يكلفه باختيار الرجال وبقيادتهم للمعركة. والمعركة ضد عمإلىق تمثل الصراع الذي يختبره كل مؤمن ضد الشهوات والذي تصوره كلمات بولس في غلاطية 5: 16 «وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد لأن الجسد يشتهى ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحداهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون» ونستطيع أن نتعلم من يشوع في هذا الموقف الصفات اللازمة للنصرة علي الجسد
- الرجولة: لا شك أن يشوع كان رجلاً حقاً. فكيف يكلفه موسي بانتخاب رجال، ما لم يكن هو نفسه رجلاً. وأقصد بالرجولة ليس التقدم في العمر بل النضوج الروحي، فالشاب يمكنه أن يكون رجلاً إذا كان له شركة مع الرب وله تدريب في الحكم علي ذاته. إذا كان قد تخطي مرحلة الأنشغال بأمور العالم وعاداته وتقإلىده. إذا كان قد وضع حياته بالتمام بين يدي الرب وكم من شباب في الكتاب كانوا رجالاً؛ فيوسف في شبابه كان رجلاً.
- الشجاعة: لا شك أن يشوع كان شجاعاً لذا كان الشخص المناسب للمعركة. وأقصد بالشجاعة ليس استعراض العضلات والتدريب علي الدفاع عن النفس، لكن الشجاعة فعل وكل شاب طائع للرب سينال شجاعة لإتمام ما يكلفه به الرب
إستخدام السيف: لقد هزم عماليق بحد السيف. لقد كان مدرباً علي إستعمال السلاح. والسيف هو كلمة الله (أفسس 6: 17) والمقصود به أن يكون المؤمن عارفاً بالكتاب حتى يستطيع أن يستخدم الآيه المناسبة في الوقت المناسب. «لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته» عبرانيين 4: 12
وللحديث عن يشوع بقية في العدد القادم