تمضي السنونُ والزمنْ |
| يحملُ متغيِّراتْ |
ما كان أمْسٌ حاضرًا |
| أضحى يُعَدُّ ذكرياتْ؟ |
فيها المريحُ والحسنْ |
| مرَّ في رحبٍ وثباتْ |
والبعضُ فيها مُقترِنْ |
| بالألمِ والصعوباتْ |
للكل وقتٌ متقَنٌ |
| ما دامَ تحتَ السماواتْ |
في الأغلبِ لا ننسي مِنْ |
| أيامِ عُمرنا ما فاتْ |
فالذكرياتُ هل تَظُنْ |
| هَدْرٌ للفكرِ والأوقاتْ |
هل يفرحُ اللهُ بذهنْ |
| لِماضيهِ له التفاتْ |
وعندما القلبُ يَحنّ |
| للأشخاصِ وللساعاتْ |
فكيف لا يُعطِّلَن |
| مسيري ذِكرُ الماضياتْ |
افحص أمورَكَ اتّزن |
| في ضوءِ أسمى الكلماتْ |
|
|
|
داودُ يبكى وبَدَتْ |
| عليه لمحةُ الأنينْ |
عندَ صخرةٍ فرَّقَتْ |
| بينَ قلوبِ الأقْرَبِينْ |
يوناثانُ مَنْ التَقَتْ |
| نَفْسُهُ بهِ بالحَنينْ |
كم بقوةِ أنقَذَتْ |
| محبَّتُهْ مِنْ مُبغِضينْ |
وقتَ الوداعِ قد عَلَتْ |
| تأوُّهاتُ المُحبِّينْ |
وبعد أيامٍ مَضَتْ |
| يقولُ حُلوًا ومُعينْ |
صديقُ ذِكْراهُ حَلَتْ |
| رتَّبَهُ اللهُ الأمينْ |
فالافتراقُ لو طَغَتْ |
| علَيْهِ كثْرةُ السنينْ |
صداهُ يبْقَى إن ثَبَتْ |
| في اللهِ أساسٌ مَتِينْ |
فإنْ في يومِ اكْتَنَفَتْ |
| القلبَ ألفةْ صِدِّيقينْ |
قلْ يا إلهيْ أحْسَنَتْ |
| يداكَ لِي في كلِّ حِينْ |
أنتَ المحبَّةْ سَكَبْتْ |
| فينا ذا الحبَّ الثَمينْ |
|
|
|
وها بضالٍ يذكرُ |
| أيامَ عزٍ وغنى |
يسعى ليومٍ يعثرُ |
| فيهِ على ضيِّ الهَنا |
فكيف تتبخَرُ |
| أوقاتُ حبٍ وسنا |
قلبُهُ يصحو يعبرُ |
| بالذكرى جدرانَ العنا |
والضحكاتُ تكثرُ |
| في القلبِ بعدما انحنى |
الحالُ يتأثَّرُ |
| بماضي ظنّه فنى |
فاللهُ قال انظروا |
| ما في القديمِ باعتناء |
صنيعُهُ يُحرِّرُ |
| وإن مضَتْ ألفُ سنة |
إن يومَ ذهنًا يُغمرُ |
| بالذكرياتِ واهنا |
فربُّنا يستثمرُ |
| ما جُزناهُ لخيرِنا |
|
|
|
بولسُ كم من مرةٍ |
| تاقَ إلى مَنْ ودَّعَ |
نراهُ يبكي ويئنْ |
| لهجرِ مَنْ كانوا معَهْ |
حتى في داخلِ المِحَنْ |
| الاشتياقُ أسرعَ |
في رسائِلِهِ تَرِنْ |
| نغمة ُ شوقٍ رائعةْ |
واللهُ أقوى شاهدٍ |
| كيف بأحشا واسعة |
وكمحبٍ مخلصٍ |
| زارَ أناسًا راجعا |
بصدقِ يحكي معلنًا |
| أزاحوا عنْهُ الأدمعَ |
وكيف كانوا مصدرًا |
| للتعزياتِ المشبِعة |
كانوا معينًا ساندًا |
| كم ذَكَرَهُم في الدُعا |
فكيفَ تُمحى لحظةٌ |
| همْسة ُ حبٍ رافِعة |
|
|
|
واسمُ بقلبِكَ تَجِدْ |
| أعظم مثالٍ: المسيحْ |
يبكي في وقتٍ يفتقِدْ |
| مَنْ كانَ مَعْهُ يسْتريحْ |
من نُسيَ هنا وُجِدْ |
| لا يَنْسي، حُبُّهُ صحيحْ |
فقلبي لا تخشى استندْ |
| لكَ منهُ أعلى تَصْريحْ |
إنْ فيكَ شوقٌ قد وُلِدْ |
| فاللهُ بالذِكْرَى يُبيحْ |
جَعَلنا له جسدْ |
| ورأسُنا كان الذَبيحْ |
وفي ذاتِهِ نتَّحِدْ |
| بِالروحِ عِطْرَهُ نُفيحْ |
|
|
|
لكن بعينٍ مُبصرةْ |
| عِ وتَعَقَّلْ تَغْتَنِمْ |
دَعْ مشاعرَ حائرة |
| عندَ ربِّكَ تَسْتَقِمْ |
فحبُّكَ مهما سَرَى |
| في القلبِ يُحْسَبُ عَدَمْ |
لو ساوى شخصًا في الورى |
| بيسوعَ كيف يَدُمْ |
كم ثعالبَ ماكِرة |
| في صُغْرِها تُفْسِدُ كَرْمْ |
فكرَكَ درِّب ناظرًا |
| فقط يسوعَ كُلَّ يَوْمْ |
اسعَ لتنسي ما وراء |
| وللأمامِ تَعْتَزِمْ |
وكالمياهِ العابرة |
| اذْكُرها واشْكُرْ ثُمَّ قُمْ |
احذَرْ دموعْ مُنهَمِرة |
| تُفْشِي داخِلِكَ ألَمْ |
بل دعْها تُروي مُثْمِرة |
| وافرَحْ بِزَرْعِكَ ابْتَسِمْ |
في حياتِكَ ما جَرَى |
| ليسَ عَبَثًا بلْ لَزِمْ |
كقولِهِ كُنْ ذاكرًا |
| كيف بكَ سارَ واهتمْ |
اسمعْ صوتَهُ ساهرًا |
| واطلبْ الحِكمةَ والفَهْمْ |
والقلبَ وجِّه كي ترى |
| واقْبَلْ مِن الخالِقِ عِلْمْ |
حتمًا ستفرحْ شاكرًا |
| مَنْ بَدَأَ وسيُتِمّْ |