تُعتبر أطول حيوانات الأرض. وتعيش في القارات الأفريقية بأشكال مختلفة. يصل ارتفاع رأسها فوق سطح الأرض إلى ستة أمتار ونصف. هذا الطول منحصر في رقبتها التي يزيّنها عُرف سميك، كما يتحلى رأسها بقرنين صغيرين.
وتعتبر الأسود عدوها الأول، لكنها تمتلك سلاحًا قويًا تدافع به عن نفسها، وهو عبارة عن ظلف موجود في مؤخرة رجلها طوله 30سم يمكِّنها حتى من قتل الأسد. ألا يذكرنا هذا بسلاح الله الكامل الذي عندما يتسلح به المؤمن يتمتع بالنصرة الكاملة على إبليس (أفسس6: 10-18). وإذا هاجمت الأسود قطيع الزراف تصرخ الأمهات الحارسات الصغار، فيسمعها بقية القطيع، فيجتمعوا معًا لمهاجمة المعتدين وطردهم. يذكرنا هذا بما فعله التلاميذ قديمًا، في بداية تاريخ الكنيسة في أعمال 4: 23-31، عندما شدد العدو هجماته عليهم «رفعوا بنفس واحدة صوتًا إلى الله»، وكانت النتيجة «تزعزع المكان».
وتتجمع الأمهات مع صغارها في مجموعات، يتناوبن الحراسة عليها طوال الليل. وفي النهار يذهب بعضهم للبحث عن الطعام واحضاره للبقية. من أين هذا؟ أليس من الإله العظيم الذي «لا ينعس ولا ينام» (مزمور121: 4).
وتتغذى الزرافة على النباتات، وتستسهل أكل أوراق الأشجار العالية، وتحتاج يوميًا إلى حوالي 45 كيلو جرامًا.
ويعتبر الشرب مشكلة كبيرة لها، نظرًا لإرتفاعها الكبير. فهي تقف عند مجاري المياه مرتكزة على أقدامها ثم تلغ المياه وترفع عنقها لتبتلعها، وهذه الحركة يمكن أن تسبب الغثيان والغياب عن الوعي، لكن شكرًا لله الخالق الحكيم، فقد أوجد في حروف رقبتها ترتكيب خاص يضمن استمرار تدفق الدم وانسيابه بصورة طبيعية، مهما كانت حركة رأسها، وقد أعطاها قلبًا قويًا يضخ ما يقرب من 60 لترًا من الدم في الدقيقة. ألا يستحق ذلك أن نهتف من القلب «ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت» (مزمور104: 24)؟!