1ملوك16-22؛ 2ملوك9
وهي ابنة “أثبعل” ملك الصيدونيين؛ أي الفينيقيين، وزوجة أخآب ملك إسرائيل.
ولم يكن مثلها في تاريخ إسرائيل في الشراسة والقساوة، وساعدها على ذلك ضعف
شخصية أخآب فجعلها تتحكم في كل أمور المملكة؛ فاستبدلت عبادة الرب “يهوه”؛
إله إسرائيل، بعبادة البعل والمرتبطة بالزنى والنجاسة، وقتلت أنبياء الرب
وجاءت بأربعمئة وخمسين نبيًّا للبعل. كانت نهايتها مأساوية بطريقة لم تحدث
من قبل وكان هلاكها مرعبًا؛ فالرب إلهنا «هو حكيم القلب وشديد القوة. من
تصلب عليه فسلم؟» (أيوب 9: 4).
أولاً:
الساحرة والزانية (2ملوك9: 22)
«فلما رأى يهورام ياهو قال: أ سلام يا ياهو؟ فقال: أي سلام ما دام زنى
إيزابل أمك وسحرها الكثير؟!». هذه العبارة تكشف لنا الجانب الأول لشخصية
إيزابل.
1. الساحرة: وقد يكون هذا بسبب هذه العبادة التي أدخلتها
إلى إسرائيل؛ عبادة البعل - الإله الذكر للصيدونيين والكنعانيين - والتي
ارتبطت عبادته، والعشتاروث زوجته، بكثير من الشعوذة والسحر والضلال.
2. الزانية: ومعنى اسم إيزابل هو “بلا زوج”، رغم أنها
متزوجة من أخآب، فقد كانت متحررة من كل قيم والتزام لزوجها، تعيش كما يحلو
لها. فبعد موت زوجها في الحرب لم تحزن عليه بل بالعكس، أرادت جذب انتباه
الملك الجديد: «فجاء ياهو إلى يزرعيل. ولما سمعت إيزابل كحَّلت بالأُثمد
عينيها وزيَّنَت رأسها وتطلعت من كُوَّة» (2ملوك 9: 30). ويقول الرائي
يوحنا: «الزناة والسحرة... نصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت»
(رؤيا 21: 8).
ثانياً : إيزابل القاتلة والمتدينة!
1. قتلت الكثير من أنبياء الرب والأمناء أيضًا، «حينما
قطعت إيزابل أنبياء الرب... حين قتلت إيزابل أنبياء الرب» (1ملوك 18:
4، 13). ثم نقرأ عن سفكها لدماء الأمناء في 2ملوك 9: 7 «وأنتقم لدماء عبيدي
الأنبياء ودماء جميع عبيد الرب من يد إيزابل».
2. قتلت نابوت اليزرعيلي (1ملوك 21: 8-16) لتأخذ كرمه
لزوجها أخآب الجشع، مُلفِّقة له تهمة بشعة وضعتها في فم الشهود بأن نابوت
قد جَدَّف على الله والملك! والشيء المدهش أنها نادت بصوم! يا للعجب؛ تتخفى
في ستار الدين لتقتل المسكين!
قال الرب مرة: «لست أطيق الإثم والاعتكاف... إن كثَّرتم الصلاة لا أسمع.
أيديكم ملآنة دمًا» (إشعياء1: 15).
ثالثًا: إيزابل المعلِّمة والنبية (رؤيا2: 20)!
حينما أراد الرب أن يصف أولئك الكذبة الدنسين لقَّبهم بإيزابل؛ فهي صاحبة
مدرسة ومبادئ الشر، فهي لا تفعل الشر فقط بل تعلمه للآخرين، وكان لإيزابل
وأتباعها درسين تحاول إغواء عبيد الرب بهما:
1. «أن يزنوا». ولنحذر، أحبائي، من أولئك الأشرار
والشريرات الذين يحاولون خداع البسطاء وإغواءهم بكل الوسائل لطرق الزنى
والنجاسة والإباحية التي وصفها الحكيم قائلاً: «المياه المسروقة حلوة وخبز
الخفية لذيذ. ولا يعلم أن الأخيلة هناك وأن في أعماق الهاوية ضيوفها»
(أمثال 9: 17).
2. «أن يأكلوا ما ذُبِح للأوثان». فليس فقط عبادة
الأوثان، لكن الاستمتاع بولائمهم، وترك العنان للجسد للتمرغ في كل ما هو
دنس. ونلاحظ أن الزنى والأكل مما ذبح للأوثان مرتبطان معًا، وهذا ما فعله
بلعام حينما أغوى الشعب: «وابتدأ الشعب يزنون مع بنات مؤاب، فَدَعَوْنَ
الشعب إلى ذبائح آلهتهنَّ فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهنَّ» (عدد 25: 1)، وتم
فيهم القول الإلهي: «الذين نهايتهم الهلاك، الذين إلههم بطنهم، ومجدهم في
خزيهم» (فيلبي 3: 19).
رابعًا: إيزابل ونهايتها الرهيبة!
امتلأ مكيال شر إيزابل بل وزاد جدًا؛ بسبب احتقارها للرب
الإله الحقيقي وقتلها أنبيائه وافترائها على رجل مسكين اسمه نابوت، فأرسل
الرب إيليا بمنطوق الحكم الإلهى عليها هي وكل بيتها قائلاً: «إن الكلاب
تأكل إيزابل عند مترسة يزرعيل. مَن مات لأخآب في المدينة تأكله الكلاب ومَن
مات في الحقل تأكله طيور السماء» (1ملوك21: 23).
ويحكي
لنا الكتاب المقدس كيف ماتت إيزابل... أمر ياهو الملك عبيده أن يرموا
إيزابل من كُوَّة بيتها: «فطرحوها فسال من دمها على الحائط وعلى الخيل
فداسها... ولما مضوا ليدفنوها لم يجدوا منها إلا الجمجمة والرجلين وكفَّي
اليدين... وتكون جُثة إيزابل كدمنة على وجه الحقل في قسم يزرعيل حتى لا
يقولوا: هذه إيزابل» (2ملوك 9: 32-37). لقد مُحِي كل أثر لها في يزرعيل.
أحبائي، ماتت إيزابل شر ميتة، وليس هذا هو الأخطر، فالمرعب هو ذلك المصير
الأبدي لكل من داس ابن الله وازدرى بروح النعمة، حيث هناك إيزابل وأتباعها
في وقائد أبدية ونار آكلة. يقول الرب عنها: «وأعطيتها زمانًا لكي تتوب عن
زناها ولم تَتُب. ها أنا ألقيها في فراش والذين يزنون معها في ضيقة عظيمة
إن كانوا لا يتوبون عن أعمالهم» (رؤيا2: 21).
الرب المُحِب يدعوك من فوق الصليب لتتوب، حيث حمل خطاياك وآثامك ونجاستك:
«وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحُبُره
شُفِينا» (إشعياء53: 5). فهو على استعداد أن يقبلك غافرًا آثامك إن كنت
تأتى إليه محتميًا في دمه وخلاصه. أرجوك أن ترجع إليه ولا تستمع إلى غواية
الساحرة الزانية حتى لا تُلقَى معها في الجحيم الأبدي!
«والآن أيها الأبناء اسمعوا لي، واصغوا لكلمات فمي: لا يَمِل قلبك إلى
طرقها ولا تشرد في مسالكها؛ لأنها طرحت كثيرين جرحَى وكل قتلاها أقوياء.
طرق الهاوية بيتها، هابطة إلى خدور الموت» (أمثال7: 24-27).