البِناء صناعة قديمة جدًا كان أول من عرفها هو قايين بعد أن خرج من لدن الرب (تكوين4: 17). كما كان واحد من المباني الأكثر شهرة في كل التاريخ هو برج بابل (تكوين11) الذي كان إعلانًا لتحدي البشر لله والذي كان نتيجته بلبلة الألسنة وتعدد اللغات. على أن البناء أيضًا استُعمل لمجد الله؛ فنرى الكثير من رجال الله وقد بنوا له مذابحًا، بداية من نوح (تكوين8: 20)، وأروع الأبنية التي بُنيت لمجد الله كان هيكل سليمان (1ملوك 5-8).
وعلى مَر التاريخ استُعمل كمواد للبناء مواد كثيرة أشهرها الحجارة والخشب والطوب اللبِن. ومن أدوات البناء التي ذُكرت في الكتاب: الخيط والمطمار (إشعياء28: 17)، والزيج (زكريا4: 10) وكلها كانت تُستعمل في ضبط وقياس المباني.
وأعظم بنّاء وهو الذي بنى أعظم بِناء، هو ربنا الكريم الذي قال «على هذه الصخرة (الإيمان بشخصه الكريم كابن الله الحي) أبني كنيستي (أي جماعة المؤمنين) وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (متى16: 18). فما أروع أن يُقال عن المؤمنين «مبنيين كحجارة حية بيتًا روحيًا» وأنهم «بناء الله» (1بطرس2: 5؛ 1كو3: 9؛ انظر أيضًا أفسس2: 20-22).
ويعلمنا الرب يسوع نفسه أن ما يجب أن نعطيه أكثر أهمية في أي بناء هو الأساس (متى7: 24-27؛ لوقا6: 47-49). لذا دعني أسألك: هل اهتممت بالأساس الذي تبني عليه حياتك وأبديتك؟ ألا تعلم أنه لن ينفعك إلا صخر الإيمان بالرب يسوع المسيح مخلِّصًا شخصيً.
ولنا كمؤمنين تحذير «إن كان أحد يبني على هذا الأساس: ذهبًا، فضة، حجارة كريمة، خشبًا، عشبًا، قشًا؛ فعمل كل واحد سيصير ظاهرًا لأن اليوم سيُبيّنه. لأنه بنار يُستعلن وستَمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقي عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة، إن احترق عمل أحد فسيخسر وأما هو فسيخلص ولكن كما بنار» (1كورنثوس3: 12-15). فلنحذر إذًا فنبني بما لا يحترق بدافع تمجيد الله فحسب.