هو من يقوم بجمع ثمر ما تم زرعه. والموسم الذي يعمل فيه يسمى الحصاد. وموسم الحصاد هو موسم فرح (إشعياء9: 3)؛ فمن ذهب بالبكاء تاعبًا وهو يزرع، لا بد أن يعود في يوم الحصاد فرِحًا وهو يحمل حزم الزرع الذي حصده (مزمور126: 5، 6). لكن ليس للكل هو يوم فرح، فمن يسيء في زرعه لا بد وأن يستاء من حصاده «إِنَّهُمْ يَزْرَعُونَ الرِّيحَ وَيَحْصُدُونَ الزَّوْبَعَةَ» (هوشع8: 7). ويحذّرنا الكتاب بكل وضوح «الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضً. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا»؛ فاحذر من أن تزرع مثل هذا الزرع من أهواء وشهوات، بل ليتم فيك القول «وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً» (غلاطية6: 8).
ويبقى المبدأ الساري المفعول أبدًا «مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا
يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ»
(2كورنثوس9: 6)، فلنعيه ولنكن أسخياء في كل ما نعمله للرب.
ويعلمنا الكتاب أنه إن جاء يوم نحصد فيه بركة لشيء زرعناه، علينا أن نشارك آخرين
فيه أيضًا، ولا سيما من له احتياج (لاويين19: 9؛ تثنية24: 19).
والحصاد كذلك يتكلم عن الفرصة المواتية، كزمن الشباب الذي أنت فيه الآن. اسمع مدح الحكيم للنملة «وَتُعِدُّ فِي الصَّيْفِ طَعَامَهَا وَتَجْمَعُ فِي الْحَصَادِ أَكْلَهَا» (أمثال6: 8)، كما يحذرنا أيضًا «مَنْ يَجْمَعُ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ ابْنٌ عَاقِلٌ وَمَنْ يَنَامُ فِي الْحَصَادِ فَهُوَ ابْنٌ مُخْزٍ» (أمثال10: 5).
فكن ابنًا عاقلاً واذخر في شبابك كل ما يمكنك روحيً.
أخيرًا، يمكننا من مثل الزوان والحنطة (متى13: 24-43) أن نرى الحصاد مشيرًا إلى انتهاء صبر وأناة الله وانصباب غضبه على الأشرار.
فهل تقتادك أناة الله ولطفه اليوم إلى التوبه؟ أم تتهاون فتذخر بذلك لنفسك غضبًا في
يوم الغضب؟ (رومية2: 4، 5)؛ فيأتي اليوم الذي فيه تصرخ «مَضَى الْحَصَادُ انْتَهَى
الصَّيْفُ وَنَحْنُ لَمْ نَخْلُصْ!» (إرميا8: 20).